ملامح جفاف قادم و"إدارة الجفاف والكوارث الطبيعية" غائبة عن المشهد؟!!

ملامح جفاف قادم و"إدارة الجفاف والكوارث الطبيعية" غائبة عن المشهد؟!!

الأزمنة

الاثنين، ١٠ مارس ٢٠١٤

الأزمنة| بسام المصطفى
يوشك فصل الشتاء أن ينقضي, وتنقضي معه آمالنا بأن تحمل لنا السماء المطر العميم ومعه الخير الوفير, فقد كانت بدايات الموسم مبشّرة وهطلت الأمطار في أغلب المحافظات, وبكميات جيدة على الغالب وتساقطت الثلوج في شهر كانون الأول, الذي عدّه الفلاحون بارقة أمل طمأنت الجميع, لكن آمال الفلاحين بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً مع مرور شهري كانون الثاني وشباط اللذين لم تتجاوز الهطولات المطرية خلالهما الـ 30-50% من معدلاتها في أغلب المناطق وبشكل خاص في المحافظات الجنوبية والوسطى والساحلية.
ومن خلال جردة سريعة لحصيلة أمطار الموسم نجد أن المناطق الغربية من سورية بدءاً من المحافظات الجنوبية مروراً بدمشق والمحافظات الوسطى والساحلية وصولاً إلى إدلب وحلب متأثرة بجفاف واضح المعالم. وذلك دفع معظم الجهات المعنية لعقد اجتماعات عدة لتقييم الوضع وبحث ما يمكن القيام به وآخرها اجتماع مجلس محافظة حماة وقبله فعاليات محافظة اللاذقية والجمعيات الفلاحية وغرف الزراعة وغيرها..غير أن المفارقة في الأمر كان غياب وزارة الزراعة وبالتحديد "إدارة الجفاف والكوارث الطبيعية" عن المشهد وهي المعني الأول بالموضوع ؟!!علماً أن وزارة الزراعة مكلفة رسمياً بإدارة الجفاف والإشراف على كل الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهته بدءاً من المراقبة والتنبؤ بحدوث الجفاف، ومن ثم وضع خطط المواجهة والتدخل ووضعها قيد التنفيذ.غير أن أياً من هذه الإجراءات لم نلحظها من قبل"إدارة الجفاف" في وزارة الزراعة؛ بل على العكس فإن المعنيين في الوزارة ما برحوا يبشرون دائماً بموسم جيد وبتطمينات جوفاء إلى أن الوضع جيد وأن المواسم الزراعية بخير متجاهلين مظاهر الجفاف التي باتت واضحة للعيان في الأراضي والحقول وفي تراجع المخازين المائية وانخفاض تدفق الأنهار خاصة نهر السن الذي انخفض تدفقه إلى 6 متر مكعب في الثانية.
والسؤال المشروع هنا: لماذا تتقاعس "إدارة الجفاف والكوارث الطبيعية" في وزارة الزراعة عن القيام بالمهام الموكلة إليها، وعن تحقيق الأهداف الأساسية التي أنشئت من أجلها؟!! هل هو ضعف في الخبرات والمعرفة والإمكانات.. أم هو تهرّب من استحقاق أكبر فيما لو شرعت وزارة الزراعة بالتصدي للجفاف من خلال المديرية المذكورة فيما لو أوكلت وزارة الزراعة مهمة مراقبة الجفاف لها والتنبيه لحدوثه في وقت مبكر يمكن معه وضع خطط مواجهته والتدخل للتخفيف من أضراره؟!.