الأزمة وظاهرة تسرب الطلاب من المدارس.. والخوف من تلقي المعلومة الأكثر خطراً

الأزمة وظاهرة تسرب الطلاب من المدارس.. والخوف من تلقي المعلومة الأكثر خطراً

الأزمنة

الاثنين، ٢٥ مارس ٢٠١٣

السويداء- فريال أبو فخر firyal-af@hotmail.com

ظاهرة منتشرة بكثرة في محافظة السويداء، ظاهرة أقلقت وتقلق أولياء الطلاب والمسؤولين عن العملية التربوية والتعليمية بالمحافظة، فالطلاب يتسللون من المدارس ويهربون ليلجؤوا إلى مقاهي الإنترنت والتي تكثر بشكل ملفت في المدينة، في ظل مطالبات بفرض الرقابة على هذه المقاهي، والتشدد من قبل مدراء المدارس بمعالجة ظاهرة التسرب المدرسي في بعض المدارس وخاصة أثناء هذه الأزمة.

مرحلة حرجة
"إذا كنا نحارب هذه الظاهرة في السابق طاقاً فيجب علينا أن نحاربها في هذه الأزمة طاقين" بهذه العبارة بدأ مدرس في إحدى المدارس حديثه معنا، وبرأيه فهذه المرحلة التي تمر بها البلاد حساسة للغاية حيث يلعب الأسلوب في كيفية تلقي المعلومة دوراً كبيراً نظراً لتأثيرها السلبي على هذا الجيل في هذه المرحلة الحرجة التي لا تقبل التجزئة ولا تتحمل التفكير الطويل في ظل ضياع مستقبل الطلاب وتشتتهم وتلقيهم المعلومات التي تجيّش الرأي العام، ولذلك على الجهات المعنية اتخاذ إجراءات فاعلة وواضحة ولا تتحمّل التهاون، لأن الطلاب وخصوصاً في هذه المقاهي يمكن أن يختلطوا بمن هم أكبر سناً ويكتسبوا منهم الكثير من التوجهات والأفكار والمعتقدات التي تتعلق بهذه الأزمة، مشيراً إلى ما يخلفه انتشار هذه الظاهرة في الوقت الحالي من مخاطر، فالطالب إضافة إلى تجاوزه لقانون المدرسة فيمكن أن يتلقى أفكاراً محرفة من قبل مواقع معارضة تقنعه مثلاً بأن الجيش العربي السوري يخذل في محاربته للإرهابيين، أو أن تسعى كثير من المواقع لبث التفرقة والطائفية، والطالب في هذا العمر من المراهقة يتأثر بأي أفكار يسمعها، وخصوصاً إنه وفي أحيان أخرى يجلس وحيداً على بوابة الإنترنت ولا يوجد أحد معه يصحح له ما أخذه من هذه المصادر، ومن هنا نقول إن ظاهرة التسرب خطيرة ويجب معالجتها ومنعها ولو بالقوة- وخصوصاً الآن- لأن الطالب في هذه المرحلة لا يدرك مصلحته جيداً.

يهرب من المدرسة
والدة أحد الطلاب في تصريحها للأزمنة ذكرت أن ابنها وبحسب أحد رفاقه يهرب من مدرسته ويبقى لساعات طويلة في مقهى الإنترنت حتى أنه يقضى كل فترة الدوام الرسمي للمدرسة في هذا المقهى مع زملائه، وطالبت إدارة المدرسة بمراقبة هذه الظاهرة، فالمدرسة هي الأقدر على فعل ذلك برأيها في ظل انشغال أولياء الطلاب في أعمالهم وتحصيل قوت يومهم.
والدة أخرى واستكمالاً لما سبق أكدت أن الكادر التدريسي له دور كبير في جذب الطلاب لمتابعة تحصيلهم التعليمي وأضافت: أنا لا أبرر طبعاً للطلاب الذين يهربون إلى مقاهي النت ولكن عندما يرى الطالب أنه يستطيع تحقيق المتعة والفائدة معاً- وبهذا في رأيه يستطيع الحصول عليه من مقهى الإنترنت- فبالتأكيد سوف يلجأ إليه دون تردد، وخصوصاً إذا كان الكادر التدريسي لا يملك قدرة على الإقناع وغير قادر على ضبط صفه أو أنه لا يستخدم الأسلوب الجيد لإيصال المعلومة، فهنا الطالب يبرر لنفسه هروبه من المدرسة، وبالعكس فكثير من الطلاب يتباهون بأنهم يفعلون ذلك، وتابعت قولها: أنا منطقية جداً وابني يقول لي كوني على علم بأنني أحياناً أهرب من المدرسة وخصوصاً إذا كان عندي حصص تتعلق بالتاريخ والجغرافيا لأنها مواد جافة جداً، والأنكى من ذلك أن أساتذة هاتين المادتين مملّون للغاية، ولهذا أقول والكلام للوالدة إن لمدرس المادة دوراً كبيراً وسط مغريات كثيرة تُقدم للطلاب من إنترنت ومواقع للتواصل الاجتماعي والحصول على أية معلومات يريدها بكبسة زر.

مكان للترفيه
وفي ذات السياق نوهت أم أدهم أن ابنتها تنتظر حصص مادتي اللغة الإنكليزية واللغة العربية بفارغ الصبر لأن مدرسي هاتين المادتين يملكون أسلوباً مشوقاً عند شرح الدروس ويشيعون جواً من الحيوية والنشاط والتشارك والمشاركة في الحصة الدرسية، مما يجعل النسبة الأعلى من الطالبات يتفوقن في هاتين المادتين، أما بالنسبة لباقي الدروس فتتفاوت نسبة متابعة هذه الحصص، فإذا كان الطالب قادراً على تحمّل أعباء الدروس الخصوصية فإنه يلجأ إلى الهروب وأغلب الظن فهو سيلجأ إلى مكان للترفيه( مقهى الإنترنت) حيث يجلس الطالب لساعات عديدة دون الشعور بالملل.
 والد أحد الطلاب"موجه تربوي" قال: الأهم أن لا يتأثر هذا الجيل بأفكار دخيلة بعيدة عن قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا من خلال هذه الشبكة العنكبوتية، وخاصة الطلاب الذين اعتادوا الدردشة مع الآخرين ومن دول مختلفة، والشيء الخطير هو استغلال المراهقين وفضولهم للاطلاع والمعرفة والبحث وخوض غمار التجربة، عن طريق دس أفكار تهدم هذا الجيل، فظاهرة التسرب من المدرسة لا تقتصر على إهمال الطلاب لدروسهم وتحصيلهم العلمي، بل الأخطر من ذلك تلقي المعلومات الخاطئة من مصادر قد لا يعرف أنها مضرة ولا تتناسب مع مجتمعنا.

سبب من جملة أسباب
أمين سر إحدى المدارس الواقعة في ريف السويداء نوه إلى أن مقاهي الإنترنت ليست السبب الوحيد التي تجعل الطالب يتسرب من مدرسته، بل هي سبب من جملة أسباب وعوامل عدة، والطالب الذي يضع في قرارة نفسه التسرب من المدرسة يمكن أن يهرب منها لمجرد الهرب أي أن يذهب لملاحقة الطالبات في المدارس الأخرى أو لقضاء وقت مع أصدقائه أو.. أو.. ولذلك للتربية في البيت دور مهم وعلى الأهل غرس الأفكار والقيم الصحيحة لكي ينشأ الطالب على مفاهيم تعزز لديه دور العلم والتعليم، وبأن الإنسان الجاهل وغير المتعلم إنسان ناقص، وبهذه التربية الصالحة والصحيحة نستطيع كإدارة مدرسة العمل معاً على تجاوز كثير من الصعوبات التي نواجهها كمؤسسة تعليمية وتربوية لأننا نبذل قصارى جهدنا لكي ننشئ جيلاً سليماً.

السيارة تصدم أحدهم
الإنترنت أصبح هوساً بالنسبة لهذا الجيل، وأصبحنا نرى الأولاد يبالغون في استخدام التكنولوجيا بدون حدود، فالطالب يستخدم الشات للتواصل مع أصدقائه أثناء مسيره بالشارع، وهذا الأمر شاهدته بأم عيني عندما كادت السيارة تصدم أحدهم وهو ينظر إلى جواله، هذا ما ذكرته لنا مديرة إحدى المدارس بالمحافظة وأضافت: من هنا يمكن أن نقدر خطورة هذا الموضوع على هذا الجيل، وكذلك يجعلنا لا نستغرب عندما يهربون من مدارسهم إلى مقاهي الإنترنت، وبرأيي الأسرة لها دور فاعل في هذا الموضوع، وكثير من الأسر التي أعرفها تسمح لأبنائها باستعمال الإنترنت، بالوقت الذي لا تسمح فيه المدارس بذلك إلا ضمن ما هو مقرر بالمنهاج، ولهذا فإن الطلاب يتسربون من مدارسهم دون أيٍّ من تأنيب ضمير أو أي رادع من إدارة المدرسة.

الخاسر الوحيد من هذه العملية
صاحب مقهى للإنترنت ذكر للأزمنة أن أغلبية الطلاب الذين يترددون على مقهى النت- الذي يملكه- هم من طلبة المرحلة الثانوية، وأضاف: لقد حاولت مراراً وتكراراً منع الطلاب من دخول المقهى أثناء الدوام الرسمي، ولكن الذي يحدث أنهم كانوا يذهبون إلى المقاهي المجاورة التي لا يمانع أصحابها من وجود أشخاص لديهم حتى لو كانوا طلاباً، عندها أدركت أنني الخاسر الوحيد من هذه العملية وقررت استقبال من يشاء، ليس ذنبي فهذا مصدر رزقي ولست أنا من يكافح هذه الظاهرة هناك جهات معنية بهذا الأمر.
بالأساس يجب متابعة الأهل لأولادهم عن طريق التواصل مع المسؤولين في المدارس، وذلك بفرض رقابة على المواعيد التي يحضرون فيها إلى المدرسة وساعة انصرافهم، وذلك لإنقاذهم من تصرفاتهم غير المسؤولة فالطالب لا يعرف مصلحته وكل همه هو التخلص من أعباء المدرسة والدراسة، ليجد أمامه مقهى الإنترنت وكثير من الزملاء من عمره الذين يتبادل معهم الأفكار والهموم المشتركة دون إصدار التعليمات والإملاءات من قبل الأهل، هذا ما أشار إليه أحد أولياء الطلاب، وبرأيه فالطالب الذي يلجأ دائماً لمقهى الإنترنت ويظل هاجسه الدائم، هو طالب يشعر بالفراغ، ومن هنا يأتي دور الأسرة التي يجب أن تعرف كيفية التعامل مع أولادها، إذ كثير منهم يمنعون ابنهم من استخدام النت في الوقت الذي يرى فيه أصدقاءه يستخدمون النت بكل حرية، ولذلك يجب عدم حرمان الطالب من التواصل عبر النت من قبل الأهل ولكن مع تحديد بعض الوقت لذلك، وعندما يرى الطالب أن النت متاح له في بيته، فهو بالتأكيد سوف لن يلجأ إلى مقاهي النت وصالات البلياردو والهروب من مدرسته.

الجهات المعنية ماذا تقول؟..
وعن دور مديرية التربية في السويداء بمعالجة ظاهرة التسرب المدرسي في بعض المدارس والإجراءات التي تقوم بها أشار مدير التربية بالسويداء أكرم الزغير بأن هناك قرار بإغلاق مقاهي الإنترنت وصالات البلياردو حتى الساعة الثالثة من بعد الظهر وتتم المتابعة مع الأهالي لمنع تسرب الطلاب ويتم إلزام مدراء المدارس بالتفقد الصباحي يومياً.
وفي اجتماع تم في مبنى التربية بخصوص ظاهرة انتشار المقاهي وارتياد بعض طلاب المدارس إليها أوضح كثير من الموجهين التربويين أن توعية الطلاب عن طريق المنظمات الشعبية بين المدرسة والأولياء هو الحل الأمثل للحد من هذه الظاهرة مطالبين التأكيد على قرار سابق من مجلس مدينة السويداء بتحديد أوقات فتح وإغلاق صالات البلياردو ومقاهي الإنترنت وذلك للحد قدر الإمكان من تأثيرها السلبي على الطلاب المتعلقين لدرجة الهوس بهذه التقنية المحدثة.

مطالبات بفتح مراكز لاتحاد الشركات السورية للتأمين بالسويداء وإعادة النظر برسم فارق المازوت
 طالب مجموعة من السائقين بإلزام اتحاد الشركات السورية للتأمين بفتح مراكز لها في المناطق والنواحي الأخرى من المحافظة، بالإضافة لمركزها المتواجد ضمن المديرية، لتنظيم عقود التأمين للسيارات العاملة على البنزين وغير الخاضعة للفحص الفني وذلك لتخفيف العناء عن الإخوة المواطنين لوقوع مقر المديرية في أطراف المدينة، كما وتمت المطالبة بإعادة النظر برسم فارق المازوت للآليات المسجلة بعد عام 1991.
بدوره مدير النقل بالسويداء المهندس فيصل مرشد وفي تصريحه للأزمنة أكد إنه تم مخاطبة وزارة المالية لإلزام اتحاد الشركات السورية للتأمين بفتح مراكز لها غير مركزها الرئيسي في المديرية، ولغاية الآن لم يردنا أي تعليمات بهذا الخصوص، وحول مقترح إعادة النظر برسم فارق المازوت للآليات المسجلة بعد عام 1991 فقد تم رفع كتاب من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك إلى وزارة المالية وذلك بناء على مقترحات مديرية النقل بالسويداء لبيان الرأي في إعفاء تلك الآليات المشار إليها من الرسم المذكور، ولكن لغايته لا جديد حول هذا الموضوع.
ومن الجدير ذكره أن عدد المعاملات المنجزة لعام 2012 في مديرية النقل بالسويداء بلغ /37908/ معاملة، وبلغ عدد العقود المنظمة/11678/ عقداً كما وبلغ عدد الآليات الإجمالي /56412/ آلية، أما مجموع الرسوم المخصصة فقد بلغت/277299584/ل.س.

ومطالبات خدمية لأصحاب المهن الحرفية
طالب مجموعة من أهالي قرية رضيمة اللوا التابعة لمحافظة السويداء بنقل مركز التحويل الكهربائي والذي يقع إلى جانب موقف القرية والذي يستخدمه الأهالي لمراسم العزاء إلى مكان آخر، كما وطالبوا بمعالجة مشكلة أصحاب المهن الحرفية وتغذية منشآتهم بالتيار الكهربائي.
الأزمنة قامت بإيصال هذه المطالبات إلى المدير العام للشركة العامة للكهرباء المهندس نضال نوفل الذي أجابنا قائلاً: بشأن نقل مركز التحويل الواقع بجانب موقف القرية المخصص للعزاء فإنه يتعذر نقل مركز التحويل من مكانه الحالي كون وجوده لا يتعارض مع أي من المنشآت العامة والخاصة، وإن الشبكة الكهربائية من الناحية الفنية مستقرة، كما وأن توزيع مراكز التحويل المستثمرة داخل القرية يتناسب مع انتشار التجمعات السكانية وتأمين الطاقة الكهربائية لها. وأضاف نوفل: أما بالنسبة لمعالجة طلبات أصحاب المهن الحرفية فقد ورد إلى الشركة طلب وحيد بتغذية منشأة مهنية بالتيار الكهربائي، وقد تم دراسة الطلب على ضوء أحكام نظام الاستثمار حيث يتعذر تزويده بالكهرباء من الشبكة العامة لأنه يحتاج إلى مركز تحويل خاص به.