![]() |
|||
د. سالم: أكبر العوائق في عمل أيّ وزير هو الإحباط الذي يعيشه الموظّفون من تدنّي رواتبهم.
هو صاحب مقولة – تزول الدنيا قبل أن تزول الشام – تسلم منصب وزير الاتصالات والتقانة بالحكومة السورية – ليكون بعدها مستشاراً في رئاسة الجمهورية – مارس مهامه الوزارية بكل أمانة وكان متابعاً لشؤونها باهتمام – موقع مجلة الأزمنة التقى معالي الوزير الدكتور عمرو سالم فكان لنا معه الحوار الآتي :
أهلاً وسهلاً بكم. يسعدني أن أتواصل معكم.
تزول الدّنيا قبل أن تزول الشّام موجّهةٌ لبلاد الشّام وتاجها سوريّة وجوهرة تاجها دمشق الشّام. وهي إيمانٌ مطلقّ مأخوذ من بقائها في تاريخها الأقدم في العالم ولكون دمشق أقدم عاصمة مأهولة في العالم ممّا يؤكّد قدرتها على البقاء رغم كلّ الكوارث والحروب والظّروف. وهي من بشرى رسول الله ببقاء الشّام وكونها أرذ المحشر والمنشر إلى يوم القيامة وهودة المسيح إليها في آخر الزمان. فهي باقيةٌ بعد كلّ الدنيا.
نتائج ما أكتب عن المشكلات التنفيذيّة ومشاكل المواطنين كانت متفاوتةً. بعض الوزارات تواصلت معي وأخذت بما أكتب أو أقترح أو ببعضه. وعدد قليلٌ منها تواصلت للتبرير ولم تغيّر سياستها.
كنت وبكلّ تأكيد أتناول القضايا في مؤسّسة مجلس الوزراء أثناء كوني جزءاً منها. وداخل وزارة الاتّصالات مع فريق العمل الّي أعتزّ به. وجرأة ما طرحته آنذاك كانت أكبر مما أطرحه على الفيسبوك. لأنّ الكلام داخل المؤسّسة يجب أن يتمتّع بمنتهى الصّراحة.
أكبر العوائق في عمل أيّ وزير هو الإحباط الذي يعيشه الموظّفون من تدنّي رواتبهم. والتعوّد على استقرار الأشياء وعدم الرغبة بالتغيير والتطوير.
ما يسمّى بالباقات للإنترنت هو في الحقيقة ضرورة لا بدّ منها لمنع الاستخدام الجائر من قبل محلّات الألعاب والشركات التجاريّة على حساب المشترك العادي وهي متّبعة في العالم بأسره. من حيث المبدأ نتمنى ألا تكون موجودةً. لكنّ حزم الإنترنت مدفوعة من قبل شركات الاتصالات في العالم ولا تستطيع تلبية الجمهور إلّا بوجود الباقات.
تعمل وزارتا الاتصالات والكهرباء على تطوير البنى التحتيّة بكلّ جدّيّةٍ. لكنّ هذا العمل مكلفٌ جدّاً ويستغرق زمناً طويلاً بسبب الأعمال المدنيّة. ولا بدّ من العمل به ضمن الإمكانيّات الماديّة المتوفّرة واستقرار المناطق التي تمرّ منها وفيها هذه البنية التحتيّة.
كنت مستشاراً في رئاسة الجمهوريّة لفترة أشهرٍ قبل تسلّمي الوزارة. وقد كانت هذه التجربة مهمّةً جدّاً لفهمي للعمل المؤسّساتي والطريقة المتقدّمة التي يعمل بها سيادة الرئيس.
أظنّ أنّ عدداً من الوزراء سيكونوا جدّيّين في تنفيذ ما تفضّل به سيادة الرئيس. لكن عليهم أن يشرحوا ويقنعوا من هو تحتهم بها ويراقبوا تنفيذها ويوجّهوه عند كلّ انحراف. كما أعتقد أن بعضهم سيحوّلها إلى شعاراتٍ ويشكّلون لجاناً لن تفعل شيئاً. لكن في نفس الوقت أعتقد بأنّ رئاسة الجمهوريّة ستقوم بالمتابعة والتقييم والقياس وسوف تتّخذ ما يناسب من قرارات بناءً على الإنجاز.
أشكركم شكراً جزيلاً. وأقول لإخوتي وزملائي المواطنين أنّه رغم الظروف القاسية ورغم تقصير هذه الجهة أو تلك، فإنّ الأمل كبير. ولسوف يتأكّدون من أن الأمور ستتحسّن خطوةً خطوةً لنصبح أحسن. والمواطنون على حقّ بكلّ ما يتذمّرون منه ويطالبون به. المواطن هو البوصلة. دمشق_ موقع مجلة الأزمنة _ محمد أنور المصري
|
|||
Copyright © alazmenah.com - All rights reserved 2021 |