وفود «سرية» في القاهرة: واشنطن تتعهّد «من كيسها»

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١ مارس ٢٠٢٤

فيما من المتوقع عقد جولة جديدة من التفاوض في العاصمة المصرية قبل الأحد المقبل على أقصى تقدير، استكمالاً لمسار مفاوضات الدوحة، استقبلت القاهرة وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى لمناقشة عدة تفاصيل مرتبطة بالصفقة المفترضة لتبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة «حماس»، وفقاً لما أفادت به مصادر مطلعة، «الأخبار». وترافقت زيارة الوفد الإسرائيلي الذي وصل القاهرة وغادرها خلال ساعات، من دون إعلان رسمي، مع زيارات غير معلنة أيضاً لمسؤولين أميركيين معنيين بالملف، عقدوا بدورهم لقاءات سرية استغرقت ساعات طويلة. وتأتي هذه الزيارات في وقت تزداد فيه التعقيدات المرتبطة بالصفقة، وسط ثبات الفصائل الفلسطينية على بعض مطالبها، في مقابل مطالبة إسرائيل باستبعاد عدد من الأسماء التي كانت طالبت المقاومة بالإفراج عن أصحابها، لأسباب متصلة باعتراضات الائتلاف اليميني على ذلك.واستعرض الوفد الإسرائيلي، أمام مسؤولي الاستخبارات المصرية، بشكل مستفيض، حدود التنازلات الممكنة، مع رفض الخوض في أي تفاصيل مرتبطة بالوضع في لبنان، على اعتبار أن هذا الأمر «شأن منفصل عن الهدف المكلف الوفد بالتطرق إليه». وسبقت هذه المباحثات أخرى عقدها مسؤولون أميركيون مع نظرائهم المصريين، وشددوا خلالها على الإسراع في عقد الصفقة، متعهّدين بعدم السماح بتصعيد إسرائيلي ميداني يسبقها، على غرار ما حدث في الهدن السابقة، وهو ما كذبته المجازر التي ارتكبها الاحتلال في شمال قطاع غزة أمس، ضدّ الفلسطينيين الذي كانوا يحاولون الحصول على حصصهم من المساعدات. وإزاء ذلك، بدأ المسؤولون المصريون اتصالات مكثفة مع الولايات المتحدة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لتدارك «مجاعة حقيقية وغير مسبوقة»، محذرين من تداعيات استمرار الرفض الإسرائيلي لإدخال المساعدات الغذائية إلى القطاع، والذي «سيؤدي إلى عرقلة مسار التفاوض بشأن وقف إطلاق النار»، وسط تلويح - لا يُعلم مدى جديته - بإمكانية إسقاط مساعدات عبر الجو من دون تنسيق مع الاحتلال، على غرار ما حدث سابقاً. وفي السياق، أبدى العسكريون المصريون استعدادهم لاستقبال أطنان المساعدات في المطارات، ومن ثم تنفيذ عمليات شحن الطائرات وتجهيزها لإسقاط المساعدات في أسرع وقت، بالتعاون مع الأردن ومشاركة دول أخرى، علماً أن عمليات الإسقاط تلك لا تزال ذات طابع هزلي حتى الآن.
لم يتردّد المصريون في التعهّد بممارسة مزيد من الابتزاز حيال المقاومة

وعلى خط مواز، لم يتردّد المصريون في التعهّد بممارسة مزيد من الابتزاز حيال المقاومة، من أجل إرغامها على القبول بالصفقة المعروضة عليها بحلول الأسبوع المقبل، وذلك عبر إغرائها بـ«إدخال مزيد من المساعدات عبر معبر رفح، وتحسين حياة أهالي غزة، فضلاً عن تسهيلات للخروج والدخول من معبر رفح»، وخصوصاً مع اقتراب شهر رمضان. كما أظهر المصريون مزيداً من التساوق مع بعض مطالب الاحتلال التي يراها ضرورية لضمان عدم استعادة المقاومة قوتها العسكرية خلال فترة التهدئة. وفي المقابل، أكدت القاهرة استحالة البدء الفوري بتنفيذ صفقة التبادل، في ظل صعوبة التواصل مع القيادات الفلسطينية الموجودة في غزة، مقترحةً منح مهلة بعد وقف إطلاق النار من أجل ترتيب الأولويات وتحديد الأسماء، ولافتة إلى حق الفصائل في إبقاء عدد من الأسرى لديها كورقة ضغط، إلى حين التوصل إلى صفقة توقف الحرب بشكل كامل. كما شددت على ضمان سلامة الأسرى الإسرائيليين الذين لا يزالون على قيد الحياة، وأهمية إرسال الأدوية والمستلزمات المعيشية اللازمة لهم بما يضمن معاملتهم بشكل جيد خلال فترة التهدئة، داعيةً إلى تنفيذ صفقة إيصال أدوية جديدة، على غرار تلك التي توسّطت فيها قطر وفرنسا في وقت سابق.