لماذا تحذف «غوغل» الحسابات غير النشطة من منصاتها؟

لماذا تحذف «غوغل» الحسابات غير النشطة من منصاتها؟

مدونة م.محمد طعمة

الأربعاء، ٦ ديسمبر ٢٠٢٣

يتمتع الإيميل الشخصي التابع لشركة «غوغل» بميزات عدة، أبرزها: التراسل القوي، وتخزين الوثائق، فضلاً عن حفظ الصور والملفات الصوتية، ما يجعل بريد «Gmail» مستودعاً من الأعمال التي يمكن استخدامها، والرجوع إليها وقتما تشاء.
لكن الشركة، التي تعد عملاق البحث الإلكتروني، بدأت مؤخراً خطوة، تبدو تنظيمية، تتعلق بحذف الحسابات غير النشطة، التي مرّ عليها عامان متتاليان دون استخدام، وفق ما أعلنه موقع «أكسيوس»، المعني بالتكنولوجيا وأخبار الشركات العاملة في هذا المجال.
ويشير الموقع الموثوق إلى أن «غوغل» تهدف، من وراء حذف هذه الحسابات، إلى تلافي الأخطار الأمنية، التي يمكن أن تلحق بمتصفحاتها الإلكترونية، أو عملائها، ما يصعب اختراق الحسابات النشطة على محركها.
سرقة الحسابات المنسية:
وقالت «غوغل»، في بيان صحافي، إن الحساب المحذوف لن يتمكن صاحبه من استرداده مجدداً، وباعتباره حساباً منسياً، لن يتم الاحتفاظ بأي مسودات أو ملفات صوتية لصاحبه بعد حذفه.
وتخشى «غوغل» سرقة الحسابات المنسية غير النشطة، واستخدامها للتواصل بطرق غير شرعية، من دون علم أصحابها، فضلاً عن سرقة محتوياتها، أو إرسال رسائل ضارة للآخرين.
وبحسب موقع «سي إن إن» البريطاني»، بدأت «غوغل» عمليات حذف الحسابات المنسية غير النشطة، منذ شهر مايو الماضي، كخطة تجريبية محدودة، لتجربة أثر حذف هذه الحسابات على نشاط الشركة، قبل أن يتم الإعلان عن تطبيقها، اعتباراً من بداية العام الجديد رسمياً.
وتؤكد «سي إن إن» أن «غوغل» بدأت، منذ نهاية شهر أغسطس الماضي، إرسال إيميلات إلى الحسابات غير النشطة، التي مضى على إهمالها عامان وأكثر، تفيد بأن الحساب سيكون مفقوداً، ويستحيل الوصول إليه مجدداً، اعتباراً من بدايات عام 2024.
 
استثناء واحد:
وجاء في رسالة «غوغل»: «نرغب في حماية معلوماتك الخاصة، ومنع أي وصول غير مصرح به إلى حسابك حتى لو لم تعد تستخدم خدماتنا». وستستثني «غوغل» الحسابات المربوطة بخاصية «درايف»، أو المربوطة بمنصات تفاعلية مثل «يوتيوب»، أو التي تستخدم فقط من أجل الوصول إلى «غوغل بلاي».
 
وكانت «غوغل» أنشأت، بداية العام الحالي، أكبر مركز للأمن السيبراني في أوروبا، بمدينة مالقة الإسبانية، بهدف تطوير أدوات لمكافحة التهديدات السيبرانية، والقرصنة، والاحتيال الإلكتروني، في ظل تنامي الهجمات الإلكترونية بكل أنحاء العالم.
 
ووفق تقديرات محرك البحث الأميركي الشهير، زادت الهجمات الإلكترونيّة العالمية بنسبة 38% عام 2022.
 
وتسعى «غوغل» إلى جعل مركز مالقة مرجعاً عالمياً في الأمن السيبراني، تتيح من خلاله فرصة الاستعانة بقدراتها التكنولوجية، من قبل الشركات الأخرى وحتى المنافسة لها، وتخصيص 10 ملايين دولار، لثماني جامعات في أوروبا، لتدريب طلبتها على الأمن السيبراني، ما يعني أن «غوغل» ستحظى بموظفين جدد، قادرين - منذ لحظة تخرجهم - على مواجهة التهديدات الأمنية الإلكترونية.