الملابس التي تنتجها الموضة كلَّ عام.. لماذا لا نعرف عددها؟

الملابس التي تنتجها الموضة كلَّ عام.. لماذا لا نعرف عددها؟

شعوب وعادات

الثلاثاء، ١٩ ديسمبر ٢٠٢٣

تشير التقديرات العالمية إلى أنه يتم إنتاج ما بين 80 إلى 150 مليار قطعة ملابس كل عام، ورغم هذه التقديرات فإن هناك تبايناً كبيراً في الأرقام، بنطاقٍ كبير يصل إلى 70 ملياراً. لذا، يمكن القول بأننا لا نعرف، بالضبط، عدد قطع الملابس التي يتم إنتاجها بشكل محدد، ما يعني أننا لسنا قادرين على معرفة كيف من المفترض أن نتعامل مع مشكلة نفايات المنسوجات الضخمة، وكيف يمكننا الحفاظ بالتالي على البيئة.
لذا، بات السؤال المهم الذي يطرح نفسه: كم عدد القطع التي يتم إنتاجها سنوياً؟ إذ أصبحت مؤسسات عدة غير ربحية مهتمةً بمعرفة الإجابة عليه، فقد أطلقت مؤسسة «أور» حملة، الشهر الماضي، تحت عنوان «Speak Volumes»، دعت من خلالها ماركات الأزياء الكبيرة والصغيرة، السريعة والبطيئة، القديمة والجديدة، إلى نشر حجم إنتاجها لعام 2022.
تقول المؤسسة على موقعها الإلكتروني: «إذا أردنا التخلص من أزمة هدر الأزياء، وتطوير سياسات تعتمد على البيانات، والانتقال من الاقتصاد الخطي إلى الاقتصاد الدائري؛ فنحن بحاجة إلى معرفة عدد الملابس، التي يتم إنتاجها كل عام، إلا أن هذه البيانات غير متوفرة حالياً».
ورغم أن المؤسسة دعت 100 علامة تجارية، بجميع الأحجام، إلى الكشف عن أحجام إنتاجها، فإنها لم تتلقَّ الكثير من الإجابات. فيما أعلنت بعض الشركات عن حجم إنتاجها. على سبيل المثال، أعلنت «Collina Strada» إنتاج 20 ألف قطعة عام 2022، بينما قالت «Asket» إنها أنتجت 231 ألفاً و383 قطعة، وقالت «Finisterre» إنها أنتجت 450 ألفاً و643 قطعة، في حين أنتجت «Lucy & Yak» نحو 761 ألف قطعة.
أما علامات الأزياء الكبرى ودور الأزياء الفاخرة، فلم يعترف الكثير منها بعدد القطع التي تنتجها. وفي هذا الشأن، تقول ليز ريكيتس، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمؤسسة «أور»: إن هناك العديد من الأسباب، التي تجعل العلامات التجارية تخشى نشر هذه المعلومات، لكن أحد الأسباب هو مدى وضوحها للجمهور.
الملابس التي تنتجها الموضة كلَّ عام
وتضيف ليز، أنه قد لا يفهم الشخص العادي تقرير تحليل دورة الحياة، أو بيانات سلسلة التوريد، لكن يمكن لأي شخص فهم أرقام حجم الإنتاج أن يقوم بذلك، لذا الأمر مخيف أن ننشر معلومات تكون واضحة ومقروءة بشفافية كبيرة.
وتؤكد ليز أن الهدف الأساسي من حملتها، هو الإشارة إلى مدى سخافة عدم قدرتنا على أن نكون صادقين بشأن نقطة بيانات تمتلكها كل شركة، في الوقت الذي يتدخل فيه صناع السياسات في الجهود التنظيمية، وتقدم العلامات التجارية وعودًا بشأن التدوير، وتقليل آثار الكربون والنفايات، ورغم ذلك لا تقدم المعلومات بشفافية، ولا نعرف أصلاً المعلومة الأهم، التي سيتم عليها بناء كل العمليات اللاحقة، في ما يتعلق بإدارة النفايات، وجهود الحفاظ على البيئة.