مؤتمر بلودان الأول عام 1937 م

مؤتمر بلودان الأول عام 1937 م

تحليل وآراء

الأحد، ٢٧ ديسمبر ٢٠٠٩

 

أول مؤتمر عربي لمناقشة القضية الفلسطينية

 

 

 

حين قامت ثورة 1936 بقيادة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين وهي من أقوى وأعظم الثورات التي قام بها الشعب الفلسطيني، حيث عجزت بريطانيا عن إخمادها لولا تدخل عدد من الزعماء العرب وقامت على إثرها بريطانيا بإصدار القرار الملكي الذي ينص على تقسيم فلسطين إلى :

*منطقة خاصة باليهود.

 * منطقة خاصة بالعرب.

 *منطقة دولية تشرف عليها بريطانيا.

 رفض العرب الاقتراح البريطاني وسارعوا إلى عقد مؤتمر عام بناء على دعوة لجنة الدفاع عن فلسطين في دمشق، عُقد هذا المؤتمر في بلودان يومي 8 و9 أيلول 1937 في فندق بلودان الكبير الذي لم يزل قائماً حتى الآن، ويعد فندق بلودان من أقدم فنادق سورية وأشهرها ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1930م، ومن القرارات التي خرج بها المؤتمرون ما يلي:

-فلسطين جزء لا يتجزأ من الوطن العربي.

- رفض الانتداب ووعد بلفور والهجرة اليهودية والتقسيم وانتقال الأراضي ومقاومة إنشاء دولة يهودية.

- عقد معاهدة مع بريطانيا تضمن للشعب الفلسطيني استقلاله وسيادته.

- يعلن دستور فلسطين المستقلة أن للأقليات ما للأكثرية من حقوق وعليها ما للأكثرية من واجبات.

- تأكيد حرية العبادة والوصول إلى الأماكن المقدسة.

أطلق على هذا المؤتمر عدة تسميات فهو :

* مؤتمر بلودان الأول.

* المؤتمر القومي العربي.

* المؤتمر العربي العام.

* مؤتمر بلودان العربي الشعبي العام.

* المؤتمر الفلسطيني العربي في بلودان.

انعقاد المؤتمر

برغم تعدد الأسماء التي أطلقت على هذا المؤتمر ولكنه اشتهر باسم (مؤتمر بلودان الأول). ويعتبر هذا المؤتمر أول مؤتمر عربي يعقد لمناقشة القضية الفلسطينية.

انعقد هذا المؤتمر بحضور وزراء الخارجية العرب إضافة إلى العديد من الشخصيات السياسية العربية بحيث بلغ عدد المشاركين أكثر من 400 شخصية من سورية والعراق والأردن ولبنان والسعودية ومصر وفلسطين، وترأس المؤتمر ناجي السويدي رئيس الوزراء العراقي السابق آنذاك وكان الأمير شكيب أرسلان (1869 – 1946) والمطران أغناطيوس حريكة (1894 – 1969. وهو مطران حماة للروم الأرثوذكس) نائبين للرئيس ومحمد عزة دروزة (من فلسطين) سكرتيراً للمؤتمر.

ومن الشخصيات الفلسطينية التي شاركت في هذا المؤتمر جمال النشاشيبي وأحمد الشقيري (1908 – 1980 - في لجنة الإعلام والتوعية). في حين كان على رأس الوفد السوري سعد الله الجابري (1894-1947) وزير الداخلية والخارجية آنذاك. ومن أعضائه فارس الخوري (1877- 1962) نائب دمشق ووزير الاقتصاد الوطني. و ترأس الوفد المصري علي ماهر وزير الخارجية.

ومثل فلسطين : محمد إسحاق درويش ورشيد الحاج إبراهيم وأكرم زعيتر( 1909 – 1996) وصبحي الخضرا ومحمد على التميمي وأحمد الإمام.

من وقائع المؤتمر :

قالت اللجنة العربية العليا في كلمتها التي ألقاها (عزة دروزه): إن العروبة والإسلام يواجهان في فلسطين (اليهودية العالمية) وإن قضية فلسطين هي قضية العالمين العربي والإسلامي وإنه أصبح من الواجب على كل عربي ومسلم أن يضطلع بنصيب من أعبائها وإن القضية لا يعوزها من جانب العرب منطق ولا مستندات وإنما يعوزها العدل والإنصاف فإذا لم ينلهما العرب فعليهم أن يقاوموا الظلم والباطل بكل من أوتوا من قوة, وتابع: ولقد وصلوا إلى مفترق الطرق, فإما استعمار وتهويد وتمزيق, وإما نجاة وكرامة واستقلال, وإن أهل فلسطين قد قاموا بشيء من نصيبهم وعلى سائر العرب والمسلمين أن يؤازروهم بكل ما يستطيعون من قوة.

ثم تُوجت القرارات بميثاق أقسم عليه المؤتمرون وقوفاً في مظاهرة حماسية رائعة وهذا نصه: (يعاهد المؤتمرون أنفسهم أمام الله والتاريخ والأمة العربية والشعوب الإسلامية أن يستمروا في الكفاح والنضال في سبيل فلسطين إلى أن يتم إنقاذها وتتحقق السيادة العربية عليها).

وتلقى المؤتمر سيلاً من البرقيات التأييدية من مختلف أنحاء البلاد العربية حتى ليصح أن يقال إنه كان ممثلاً للعرب أقوى تمثيل, وقد انتهى بنجاح باهر, وكان له دوي في مختلف الأوساط الشرقية والغربية, كما كان له تأثير قوي منعش في فلسطين بنوع خاص وهم فيما هم فيه من توتر وتحفز واضطراب.

صحيفة القبس

تحت عنوان : (انعقاد المؤتمر العربي في بلودان) ذكرت صحيفة القبس الدمشقية الصادرة يوم 10 أيلول 1937 تصف هذا المؤتمر بالقول: (إنه مهرجان قومي وطني رائع، ضم بين جوانبه وفوداً عن البلدان العربية جاؤوا ليبحثوا ويناقشوا قضايا الأمة العربية جميعها، بمشاكلها مع الاستعمار ومع الصهيونية. هذا المؤتمر الضخم ضم ما يقارب 500 ممثل عن البلدان العربية، اجتمعوا في بلودان، حيث قامت لجنة الدفاع عن فلسطين السورية بتهيئته والاستعداد له، وقد تلا المجاهد نبيه العظمة رئيس لجنة الدفاع عن فلسطين كلمته، بافتتاح هذا المؤتمر القومي العربي الذي يجتمع الآن لبحث قضية فلسطين العربية. وليضع الأساليب والتدابير الفعالة التي تساعد العرب في ذلك الجزء العزيز من الوطن العربي الكبير، ثم ألقيت كلمات رؤساء الوفود العربية، لبنان والأردن وفلسطين..)

 

شمس الدين العجلاني – أثينا

lajlani.shams@hotmail.com