رياضة بلا استقرار.. بقلم: مؤيد البش

رياضة بلا استقرار.. بقلم: مؤيد البش

تحليل وآراء

السبت، ١٥ أبريل ٢٠٢٣

مع مرور نحو ثلثي مدة الدورة الرياضية الحالية وبدء العد التنازلي لانتخابات مختلف مفاصل رياضتنا نهاية العام المقبل، مازالت مشكلة غياب الاستقرار الإداري هي السائدة في أغلب الأندية واتحادات الألعاب رغم أن كل تأكيدات المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي عند استلامه لمهامه تشير إلى ضرورة تجاوز أخطاء الماضي وبدء مرحلة جديدة مختلفة كلياً شكلاً ومضموناً.
ما دعانا لهذه البداية هي كمية التخبط الإداري الذي تعيشه مختلف أنديتنا، فخلال الأسبوع المنصرم فقط سمعنا عن مشاكل إدارية بالجملة فيها بدءاً من استقالة رئيس نادي حطين مروراً بمشاكل نادي النواعير المستمرة وانتهاء بالحالة المزرية التي وصل إليها نادي الوحدة، طبعاً هذه الأمثلة تنطبق على نادي أهلي حلب الذي ينتظر ترميم إدارته بعد استقالة عضوين منها ، وعلى نادي الطليعة الذي لم يعرف الاستقرار منذ اشهر نتيجة التغيير المستمر في إدارته كما أن نادي بردى في دمشق لديه رئيس مؤقت للنادي منذ نحو سنتين دون أن يوجد بديل دائم.
المشكلة أن الأندية باتت تئن تحت وطأة المتطلبات المالية لألعابها خاصة المحترفة منها، فلا تكاد تصل إدارة راغبة في العمل حتى تصطدم بالواقع الصعب المتجلي بواجبات مالية كبيرة أمام واردات غير موازية، وللإنصاف فإن بعض الإدارات وتحديداً في الأندية الكبرى تعاني من سوء تدبير مع تبديدها الإمكانات المتوفرة بأسوأ الطرق.
الحديث عن الأندية يقابله واقع مشابه في أغلب اتحادات الألعاب، فلا يكاد يوجد اتحاد لعبة لم يشمله التغيير أو التعديل أو الترميم، حتى أن بعضها تغير مرات عدة خلال أشهر قليلة لأسباب غريبة وعجيبة أبرزها غياب الانسجام، والملاحظ في كل الاتحادات تقريباً وجود تهميش تام للخطط أو الاستراتيجيات للتطوير بينما توجد طرق مميزة لتصفية الحسابات وإيجاد الأعذار لغياب النتائج الجيدة خارجياً.
المؤسف أن المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي وهو المتسبب بشكل مباشر أو غير مباشر بما يحصل، يتخذ موقف المتفرج أو المعالج على استحياء في أحسن الأحوال فاختيار إدارات الأندية ومحاسبتها ضمن صلاحياته وتشكيل اتحادات الألعاب له دور فيها، لكن الواقع يقول بأن طريقة العمل السائدة لدى أغلب رؤساء المكاتب هي رد الفعل عوضاً عن أن يكون فاعلاً ومستبقاً للمشكلة،  وبالتالي تتكرر ذات الأخطاء ويستمر التخبط الإداري الذي يؤدي بالضرورة للتراجع الفني لذلك يبدو الحديث عن تحسن في المستويات الفنية ضرباً من المستحيل لأن المقدمات الخاطئة ستؤدي حتماً لنتائج سيئة.
البعث