كبوات النهوض!...بقلم: د. بسام الخالد

كبوات النهوض!...بقلم: د. بسام الخالد

تحليل وآراء

الخميس، ١٦ فبراير ٢٠٢٣

سيذكر التاريخ أن بلداً عبثت به يد الغدر طيلة عقد من الزمن وظل على قيد البقاء!
وسيذكر التاريخ أيضاً أن هذا البلد شردت الحرب نصف سكانه بين نازح ولاجيء وما زال يلتقط أنفاسه ويتغلب على جراحه.
نهشَه الجوع وخنقه الحصار وصبر، أرهقه الغلاء وتجار الحروب فصرف أبناؤه كل مدخراتهم ليؤمّنوا قوتهم بالحد الأدنى من أجل أن يستمروا في الحياة.
 قاطعهم الشقيق قبل الغريب وتحملوا القطيعة وما هانوا، لكنهم كانوا على موعد مع القدر الذي لا رادّ لقضائه.
وكانت الفاجعة الكبرى..  زلزال مدمر استنزف ما تبقى من إرادة.. وطغت رائحة الموت على المشهد.
هكذا.. بلمح البصر تغور البيوت وتُدفن الذكريات ويغيب الأحبة تحت الأنقاض دون إنذار أو كلمة وداع.
ما أقساك أيها القدر حين وضعتَنا في هذا الامتحان الصعب الذي لا خيار لنا فيه، ونحن لم نلملم جراح حربنا العبثية بعد!
ما أقسام أيها القدر وأنت تخطف أحبتنا بلمح البصر. نحن مؤمنون بالقضاء والقدر لكننا نستحق رحمتك يا رب.
 يكفينا ما فقدنا حتى الآن من فلذات أكبادنا وأحبتنا وممتلكاتنا وملاعب طفولتنا، فاجعل هذه المحنة خاتمة مآسينا وبداية لخلاصنا.
ها أنت وحدتنا في البلاء، فعمق المحبة بين قلوبنا لنتماسك من جديد ونعيد بناء الإنسان فينا..!