عقدة الدونية.. بقلم: ندى نسيم

عقدة الدونية.. بقلم: ندى نسيم

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٠ يناير ٢٠٢٣

إن شعورنا أحيانا بتقلبات في المشاعر يعد طبيعيا، وقد يصل في بعض الأوقات إلى إحساسنا بأننا لم نعد منجزين وأن معدل الكفاءة بدأ ينخفض في أغلب محطات الحياة، وتعد هذه التقلبات طبيعية، خصوصا إذا ما كانت تعاوننا على شحن الطاقة من جديد والعودة لممارسة الحياة بصورة أفضل وأجمل من السابق، لكن قد يعاني البعض من مشاعر سلبية عالقة في اللاشعور لا تتغير بمقدار تفاعل الشخص مع معطيات الحياة، بل قد تشكل هذه المشاعر عثرة أمام رؤية الفرد لنفسه والمحيطين بصورة سوية، إنها المشاعر المرتبطة بعقدة النقص كما تمت تسميتها وتفسيرها لدى الأفراد من قبل علماء النفس، والتي تتمثل في مشاعر الغيرة وعدم الإحساس بالأمان، بالإضافة إلى الشعور بالدونية نتيجة العجز النفسي أو العضوي، وفي هذه الحالة يلجأ الأفراد إلى اتباع السلوك التعويضي المفرط لتعويض الشعور بالدونية ويرافق هذه السلوكيات الخوف والانسحاب، وهذا ما يفسر لدى الأفراد المصابين بعقد النقص سوء علاقاتهم مع الآخرين ومع أنفسهم بالدرجة الأولى.
إن مشاعر تدني احترام الذات هي في واقعها نتاج مجموعة من السلوكيات الخاطئة والتي إما أن تكون انعكاسا لسوء التربية في الصغر كالإفراط في التدليل والاهتمام المبالغ والمبالغة في التوقعات العالية التي يضعها الآباء للأبناء أو كثرة مقارنة الطفل بالآخرين، فجميع هذه الممارسات تشكل خللا في التكوين النفسي للطفل والذي قد يكون ضحية لعقدة الشعور بالنقص التي تسبب اعتلالا نفسيا وتهيئ لظهور العديد من الاضطرابات النفسية.
إن معالجة الأنماط الفكرية والشعورية الخاطئة في مراحل مبكرة من العمر خطوة إيجابية للتحرر من العقد النفسية المختلفة وفرصة لبناء ذات قوية تكون الثقة بالنفس إحدى سماتها.
* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية