مدرسة الزواج.. بقلم: فاطمة المزروعي

مدرسة الزواج.. بقلم: فاطمة المزروعي

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٨ نوفمبر ٢٠٢٢

قد نفاجأ بالأرقام المتصاعدة للطلاق في العالم وخاصة في الآونة الأخيرة؛ زيجات لم تتجاوز 6 أشهر أو شهرين تنتهي بالطلاق، وربما هذا الأمر يوضح لنا أن السن لم يكن لها دور وسبب رئيس للطلاق. 
ويعد ازدياد حالات الطلاق ظاهرة خطيرة وتحتاج إلى دراسة شاملة وخاصة الزيجات الحديثة التي لم تكمل عدة أشهر؛ إذ يجب أن تُجرى بشأنها دراسات واستبانات تشمل الوضع الاقتصادي والاجتماعي والحالات المرضية والنفسية للأسر الجديدة، فضلاً عن دور الأقارب من كلا الطرفين، إننا اليوم نحتاج لدراسات دقيقة وواضحة يمكن أن تساعدنا على معرفة أسباب المشكلات المؤدية للطلاق وانهيار الأسرة؛ وربما تكون هناك أسباب للطلاق ومنها على سبيل المثال عامل السن وقلة الخبرة وتسارع الحياة وتدخلات الأقارب والفرق في التعليم بين الزوجين والدخل الاقتصادي وغيرها من الأسباب. 
وربما تصيبنا الدهشة حينما نسمع أن حياة كاملة انهارت بسبب عدم قيام الزوج بشراء حقيبة من علامة تجارية معينة لزوجته أو رجل تأخرت زوجته في إعداد وجبة الغداء وغير ذلك، مؤلم أن تلك الخلافات الزوجية تحدث لأسباب بسيطة جداً ومتواضعة وغيرها الكثير من الأسباب التي لا معنى لها بل قد يحزننا جميعاً ويثير الاستغراب أن نعرف أن هناك حالات طلاق يومية تكون لأسباب واهية بكل ما تعني الكلمة. أعتقد بأن هناك جهلاً كبيراً بمعنى الحياة الزوجية فعلى الزوجين أن يتحمل كل طرف منهما مسؤولياته، ولذلك سمي الزواج بالمؤسسة، لأنه شراكة قائمة على الحب والتفاهم. هذه المؤسسة تحتاج لدعم كبير نظراً للتطورات والتداخلات الاجتماعية والثقافية. وإن كانت البحوث والدراسات تؤكد أهمية الزواج، فإنه يبقى علينا محاولة زيادة وعي الأزواج بأهمية هذه الشراكة في صحتهم النفسية والبدنية، وتنمية معرفتهم بالتحديات التي قد تواجههم في حياتهم وتكون مهددة لاستقرارهم. إن الزواج يعني الارتباط والمسؤولية وتكوين أسرة وأطفال، ونحتاج فعلاً لمزيد من الدروس والدورات التي تعرف حديثي الزواج بطبيعة هذه الحياة الجديدة وحقوق كل طرف فيها، ونحتاج لدورات تؤهلهم وتجهزهم لحياة مختلفة يسودها التفاهم وحس المسؤولية.