مسرح الكرة في ملعبنا؟...بقلم: الباحثة النفسية الدكتورة ندى الجندي

مسرح الكرة في ملعبنا؟...بقلم: الباحثة النفسية الدكتورة ندى الجندي

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٢

مسرح الأحداث إلى أين يحملنا وأي دور سنجسده في خضام هذه الصراعات التي تجتاح عالمنا …. غيوم الشر تكتسح وجودنا لابد أن تتقن فن اللعب فأي دور سنمثل؟!

الحياة لعبة كبرى البعض يتوهم جديتها فيلعبها بوجهه الحقيقي والبعض الآخر يلتمس الأقنعة وفق ما يتماشى مع الدور الذي يلعبه، ما إن يلتمس قناع حتى يسقط فيلتمس آخر.. أوجه مختلفة تعكس حقائق متغيرة تحكمها لغةُ المال والنفوذ!

والكثير من الناس يلعب دوراً هامشياً (كومبارس) فتكون حياتهم أشبه بدورهم على الهامش والقلة لا تقبل إلا تجسيد دور البطولة، فما هي البطولة الحقيقية؟؟

البطل من يصنعه؟

وهل حقيقة يمثل دور البطل  أم أنه مجرد دمية يوجد في الظل من يحركه ويتلاعب فيه!؟؟

المهم أن يتقن فن اللعب ويتمكن من انتهاز الفرصة المناسبة، ولكن هل تأتي الفرصة المناسبة بالصدفة أم إن الذكاء في التحرك واللعب هو الذي يهيئ لخلق هذه الفرصة بحيث تكون الكرة في ملعبك!؟

خلق هذه الحالة ألا يتطلب العمل الجماعي؟

وراء الكواليس الذي يخلق الفرصة هو اللاعب الحقيقي!

الآن لابد من دخول الميدان فالكرة صارت في ملعبك واللعبة لعبتك إما أن تتقنها أو تفقدها.. استغل الفرصة وبادربقوة بتوجيهها وفق إرادتك فمن يمتلك زمام المبادرة يمتلك دفة التحكم في توجيه مسار اللعبة!

ولكن ليس أي إنسان يستطيع اللعب في ساحة الكبار فالمنافسة كبيرة والخسارة خطرة واللعبة في حالة تطور دائم وخاصة في حالة ظهور لاعبين جدد فلابد أن يكون مهيأ للنزول إلى الساحة وخوض غمار هذه اللعبة مدفوعاً بإرادة القوة ، مالكاً رؤية عميقة تعكس له الأمور من جميع زواياها تمكنه من سرعة اتخاذ القرار المناسب، فهو منذ سنوات يحلم بهذه اللحظة والحلم أخذ حيزاً مهماً في مخيلته….واليوم صار الحلم حقيقة بعد سنوات من العمل الدؤوب تراكمت لديه خبرة عالية تعكس فكر غني ثاقب يرسم بذكاء مسار هدفه، قد يعتقد البعض أنها لعبة حظ وخاصة في مجتمعنا العربي، ولكن الحظ لا يتوفر إذا لم يكن هناك عمل وجهد واسع والأهم هو وجود إيمان عميق بقدراته، فالثقة بالنفس هي مفتاح النجاح.

لقد تصور الهدف في ذهنه منذ سنوات، كان قد فشل سابقاً في تسديده فما كان منه إلا التراجع لفترة ما استعداداً لمعاودة اللعب ودخول الميدان، كانت فترة إعادة تأهيل بهدف تقصي  خفايا فشله والأهم تجلي نقاط القوة والضعف لدى منافسه

 ها هي اللحظة الحاسمة قد أتت الكرة في ملعبه وما عليه إلا التسديد بقوة فهل يصيب هدفه؟

عندما يدرك الإنسان المهمة الملقاة عليه يرسم الطريق للوصول إلى هدفه ويخطو باتجاهه بخطوات جبارة فلا يتحقق الوصول إليه إلا بالعمل الدؤوب.

اللذة تكمن في المسار الذي يقضيه باتجاه حلمه !

الحياة لعبة كبرى تستحق الاستعداد لها

وتوقع المفاجئات فلاعب الأمس قد يختلف عن لاعب الغد وبالتالي تختلف معه طريقة اللعب !

يجب أن لا ينسى أن الوقت عامل هام يجب استغلال الوقت المناسب لتحقيق هدفه ، من المؤكد أن يلقى العثرات وهو يلتمس مسارها وتصيبه بعض الصفعات في مواجهتها، قد يكون الفشل محطة من محطاتها الأهم أن يواصل الكفاح فإذا أصابه الذهول من شدة الصفعات وجعلته بحالة عجز تام فقد الحراك معها وشل فكره هذا يعني أنه استسلم وتاهت الكرة عن عيونه وتاه معها الطريق للوصول إلى هدفه، إنه بكل بساطة  لم يدرك معنى الحياة لم يتخذ هذا الفشل بمثابة تحدي له تحفزه على مواصلة الكفاح والعمل على استرداد قوته.

القوة نحتاج لها دائماً وأبداً

لا نمتلكها إذا فقدنا الأمل!

لا نستردها إذا فقدنا الوحدة!

نحتاج لبعضنا البعض، نحتاج لإعادة بناء جسور الثقة بيننا.

اليوم نحن في وسط الميدان، لم نفقد اللعبة ربما تاهت الكرة عن أعيننا، فكيف العمل على أن تكون في ملعبنا حتى يتم تسديد الهدف المناسب.

nadaaljendi@hotmail.fr