عند أعتاب الخيام.. بقلم: الهام مسلم الصباغ

عند أعتاب الخيام.. بقلم: الهام مسلم الصباغ

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢١ سبتمبر ٢٠٢٢

حين تعصف القصيدة بصدق التجربة الشعرية تلدُ مَن خضَّبة بماء شعريتها فترى على ضفتيها فَصلي الحياة الأكثر ضراوة في دورتي الحياة والموت.. الخير والشر.. ثنائيات الوجود التي نُغالبها لنغتالَ إنساننا بالصورة المُطلقة عنِ الله فنصنعها بطينٍ يستوي لرغباتنا و أهوائنا..  القصيدة لا تطرح أسئلتها الوجودية بعيداً عن أفواه أناسها الأصدق .. بل هي لسان حالهم وآمالهم وأوجاعهم.. هي مرآة الكشف الأنبل بمخاضات آلامها الأكثر وجعا ../ سأبني لك يا الله قصراً.. عند أعتاب الخيام.. حيث العصافير شبعى.. وحيث الحور الحسان/ القصيدة لا تبحث عن لبوس فهي جريئة حد العُريّ الصارخ في وجه الاحتيال على الواقع.. القصيدة لا تتنكر لوَحيها.. الشاعر فيصل البربور لا يَزيّنُ قصائده بمساحيق التجميل ولا بلبوس المناسبات الذي يزهو به الكثير... يتماثل لمناجاة الروح ويتركها قصيدة بلا عنوان كما عبثية واقع تجليها بلا عنوان فرسان يقاتلون باسم الغنائم ويتقاسمون النبل بنصال يقطر منها دم الغزال.. القصيدة عند البربور لا تجتر موسيقاها فلكل إيقاع شعور يزفه للنشيد بعد النشيد حالما بنشيدِ الإنشاد... عاشقا لا يسرق من صحراء ليلى قمرها والغياب المرير.. ولا من ولادة أغنياتها الحسان.. لكنّه يعبر بهما إلى الشاعر  العاشق ابن السفوح الشامخات وحارس الفراشات....