الفرحة الهوجاء.. بقلم:  محمود قرقورا

الفرحة الهوجاء.. بقلم: محمود قرقورا

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٢

عمّ الشارع الرياضي السوري فرح على هامش تأهل منتخبنا الشاب للنهائيات الآسيوية القادمة من بوابة المركز الثاني.
وهذا الفرح مبالغ فيه وإذا دل على شيء فإنما يدل على قصر نظر أصحاب الشأن في قبة الفيحاء، فهل تحول همنا واهتمامنا لاستنشاق ولو أوكسجيناً غير صاف لمجرد استشعار فرحة تلوح في الأفق ولو بأي فئة من فئات كرتنا التي انتهكتها الأمراض وأصابتها العلل، وقلل من شأنها نتائج لا تليق بها.
يا سادة… هل يستحق تأهل منتخبنا الشاب إلى النهائيات الآسيوية من بوابة أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثاني وبفارق البطاقات الملونة عن منتخب تايلاند هذه الضجة؟
وهل التأهل بهذه الطريقة يستوجب استقبالاً شعبياً للاعبينا الشباب وكأنهم صنعوا الحدث الخارق؟
وهل الخسارة أمام الأردن باتت أمراً واقعاً على مستوى كل الفئات وكأن شيئاً لم يكن؟
يا أصحاب المقام الرفيع والفكر الثابت هل نسيتم أن الكرة السورية على مستوى الفئات العمرية مكانها الطبيعي التأهل إلى نهائيات كأس آسيا وكأس العالم؟
هل نسيتم أن شبابنا كانوا أبطالاً للقارة منذ قرابة ثلاثة عقود؟
هل نسيتم أن شبابنا كانوا قاب قوسين أو أدنى من دخول المربع الذهبي لنهائيات المونديال قبل أكثر من ثلاثة عقود؟
يكفي ضحك على جمهورنا المكلوم المصاب في الصميم.
عندما اشترط مدرب منتخبنا الأسبق نبيل معلول مكافأة التأهل لنهائيات القارة سخرنا منه على اعتبار أن ذلك تحصيل حاصل وامتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بمختلف توجهاتها حول هذه النقطة، فما الدافع اليوم لاستقبال شبابنا وكأنهم حققوا الكأس القارية؟
بالأمس القريب عايشنا فرحة هوجاء ترجمت بمكافأة عقب الفوز على تونس بكأس العرب من دون حتى معرفة مصير التأهل بعد المباراة الحاسمة يومها مع موريتانيا، وتصوروا أن ذلك الفوز على نسور قرطاج تحقق بعد عشر مباريات متتالية للمنتخب الأول خالية من الفوز ودياً ورسمياً تمخضت عن سبع خسارات وثلاثة تعادلات.
بيت القصيد أن الشارع الرياضي ليس بحاجة لفرح مصطنع، وكم كانت الأمور إيجابية لو تم التعامل بحكمة أكثر كي تبقى أقدام اللاعبين على الأرض متذكرين أن ما قاموا به خطوة أولى تنتظرها خطوات.
الوطن