الرياضة العربية محتلة ..!!.. بقلم: صالح الراشد

الرياضة العربية محتلة ..!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٢ يوليو ٢٠٢٢

يرافقني عنوان كتاب الدكتور عدنان حمد المدير الفني للمنتخب الاردني لكرة القدم “ملاعب محتلة” حيت أوجه فكري صوب الرياضة العربية، لأكتشف بأن الرياضة العربية محتلة من بابها لمحرابها، وان الحرية فيها معدومة ومن يتحدث ويُظهر أخطاء حاكمي الرياضة يختفي من الملاعب والصالات ويصبح نسياً منسيا، فللإحتلال وجوه متعددة وأبرزها ان من يتولى إدارة اللعبة ليس من أهلها وإنما هبطوا عليها بمظلة، وحين ننظر للسماء العربية نجدها قد إمتلأت بالمظلات والكراسي بالهابطين، ومن يهبط على كرسي لا يتركه إلا بخروج الروح من الجسد وبعد أن يكونوا قد دمروا الرياضة العربية وحولها إلى أطلال يندبها الشعراء، لتتحول في غالبيتها إلى جدران مبكى لإضاعة أجيال من شباب العرب بسبب العلاقات المشبوهة بين الهابطين وبعض المدربين والإداريين القادرين على منح القداسة لمن هبطوا.
وبفضل هؤلاء اعتلى الرياضة مجموعات متسلقة كشجر اللباب أو كالطفيليات التي تنمو في المياة الراكدة، بعد أن تجمدت الرياضة العربية وتوقفت عن الدوران، وأصبح الهابطون والطفيليون يحتفلون ببطولات وهمية لا قيمة لها في عالم الرياضة، ليقلدوا “كاليغولا” في فعله حين عاد منتصراً على إله البحر حاملاً الصدف، ليرفع أبطال الحروب البرية والبحرية في منافسات الأقوى والأعلى والأسرع صدف جديد يُطلق عليه ميداليات، لكن التراجع العربي كالشمس لا يمكن أن يخفيه غربال مهتريء مليء بالثقوب، فالبطولات الوهمية تصنع أبطال من ورق فيما المنافسات الحقيقية هي من تُنتج النجوم، وهؤلاء قلة شاهدناهم في دورات الألعاب الأولمبية والبطولات العالمية والقارية، عدا ذلك تكون بطولات أقل قيمة وكفاءة.
لقد ظهر لكل ذي بصر وبصيرة أن الرياضة العربية تعاني الأمرين وتتراجع بشكل مضطرد، ولا مكان لها في البطولات العالمية إلا ما ندر، وبحالات فردية تمثل شجاعة وقوة وبأس اللاعبين واللاعبات وليس بفضل التخطيط الشمولي السليم، كون ما يجري هو تخطيط عقيم سقيم، فالتخطيط المبني على النهج العلمي يحتوي خططاً قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد، تؤتي ثمارها بشكل شمولي وليس بشكل فردي محدود، لنجد أن قوة الهابطين تتزايد وخطورة إنحدار الرياضة العربية يتزايد، وهنا يظهر في المشهد أحفاد عبدالله ابن أبي بن سلول ينافقون ويكذبون ويقولون غير الحق بأن الوضع غير أليم والقادم سليم ومن يعترض لئيم لئيم.
لقد تسلح الهابطون بقوة الإعلام لإخفاء عيوبهم ولتعظيم إنجازاتهم الوهمية ولصنع بطولات ورقية “دونكشوتية” لهم ، فتاهت الحقيقة وكثر الكذب والنفاق، ليصبح في عالم العرب أبطال في الإدارة يفوقون أبطال الألعاب الحقيقيين، فيظهرون على الفضائيات وهم يرتدون ثوب البطولة والمعرفة، وهنا المصيبة فالمدرب يصنع لاعبين عدة إلا في بلاد العرب حيث البطل له مدربون كثر وإداريون يفوقون عدد منافسيه في البطولات وهم جميعاً من صنعوا له النصر، ليكثر المحتفلون وتمتليء المنصات بمسؤولين يغطون على ظهور البطل وينالوا التمجيد أكثر من صاحب الذهب، لنجد أن الأندية والإتحادات وغالبية الأذرع الرياضية في العالم العربي محتلة من قبل مستعمرين جدد تتعارض أهدافهم مع أهداف الأهل الحقيقيين للرياضة، لذا تهوي الرياضة العربية وقد تقترب نهايتها بايدي هابطين عليها تسببوا في خنقها لتلاقي حتفها.