في اليوم العالمي للصحافة الرياضية.. بقلم: صفوان الهندي

في اليوم العالمي للصحافة الرياضية.. بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

الأحد، ٣ يوليو ٢٠٢٢

احتفل العالم أمس بعيد الصحافة الرياضية,وقد أصبح الثاني من شهر تموز كل عام يوماً عالمياً للصحافة الرياضية, احتفالاً بذكرى تأسيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية عام 1924 على هامش دورة باريس الأولمبية.
التجربة الصحفية الرياضية في سورية هي رائدة ومتقدمة ,ومنذ زمن طويل، هذا إذا ما قيست بما هو قائم حتى الآن من التجارب في دنيا الصحافة الرياضية العربية كما أنّ تطور الصحافة الرياضية السورية دخل ضمن سياق حركة التطور الشاملة التي شهدها الإعلام في سورية فبعد أن كانت صحيفة "الأسبوع الرياضي" وحدها في شارع الإعلام الرياضي مطلع الأربعينيات تواكب باختصاصها الفعاليات الرياضية والشبابية محلياً وعربياً ودولياً ، أصبح الآن في سورية عشرات الصحف والمواقع الإلكترونية والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تغطي جميعها باقتدار النشاط الرياضي الواسع والمتنوع على كافة المستويات، فتسبقه بمراحل وتتقدم عليه بالنصح والإرشاد والتنبيه والتأثير والتحفيز، فجعلت من الحدث الرياضي ومن البطل الرياضي مشروعاً متكاملاً ، إذ لم يعد ممكناً معالجة المسائل الرياضية والكتابة عنها بالبساطة القديمة، فقد استفادت الصحافة الرياضية السورية من التقدم التكنولوجي وبالتالي وجدت نفسها أمام مسؤوليات جديدة لاسيما بعد توقف الصحف الورقية وباتت مطالبة بمستوى من الفن الصحفي لمواجهة حاجات ومتطلبات الوضع الرياضي الجديد والمتنامي كل يوم.
ولعل من سمات وملامح حضور الإعلام والصحافة الرياضية في حياة المواطن والرياضي في سورية أنّ نسبة الإقبال على القنوات والإذاعات والمواقع الرياضية المتخصصة تفوق أضعافاً مضاعفة باقي القطاعات الأخرى، ولا أدلّ على قوة الكلمة الصحفية وتأثير الخبر الصحفي الرياضي على الشارع العام إلا دهشة رئيس اتحاد الصحفيين في سورية د. صابر فلحوط وهو أيضاً الشاعر المعروف عندما حضر المباراة النهائية لكأس الصحفيين التي جرت في حلب عام 1996 وكان طرفاها فريقي الاتحاد والحرية وهما من أقوى الفرق بالدوري السوري، فوقف مذهولاً وهو يتأمل مدرجات الملعب الذي احتشد بها نحو 30 ألف مشاهد، فالتفت إلى المرحوم عدنان بوظو رئيس لجنة الصحفيين في سورية وإلى أمين سرها العام حسان البني وقال هنيئاً لكم معشر الصحفيين الرياضيين، لأنكم تستطيعون وعبر نشر خبر صغير عن مباراة ستجري أن تحشدوا في الملعب ألوفاً مؤلفة من البشر، بينما نحن الأدباء والشعراء مهما نشرنا من أخبار وأرسلنا من بطاقات دعوة، فلا يحضر ندواتنا وأمسياتنا الشعرية سوى العشرات!
وبالتأكيد فإن الصحافة الرياضية السورية المتخصصة التي شهدت النور مطلع الأربعينيات تتابع اليوم رسالتها بنجاح وتلتزم الكلمة الرياضية المسؤولة والنقد البنّاء، فحفزت الأبطال والبطلات على العطاء وقدّمت ثقافة رياضية للجماهير وتبادلت التأثر والتأثير مع الحركة الرياضية واكتسبت مصداقية جماهيرية بحيث بات كل ما تكتبه مقروءاً ومحترماً ومتابعاً، ثم أن تعدد الإصدارات الصحفية الرياضية لم يضعها في قوالب محددة بل خلق فيها إرادة المنافسة الصحفية القائمة على ميثاق الشرف الصحفي، بل أضحى لكل موقع وصحيفة شخصيتها وحضورها في الوسط الرياضي السوري، وقد فرض تطور واتساع النشاط الرياضي وكبر حجمه وازدياد فعالياته وجود سوق للإعلام والصحافة الرياضية رائج وعلى مستوى متقدم، وهذا لا يستدعي القبول بالأمر الواقع، فأمام الصحافة الرياضية السورية قدر أكبر من المهام الجديدة لتأهيل كوادر شابة من الذكور والإناث وتحقيق توازن إعلامي بين كرة القدم التي تستأثر بحيز واسع من الصفحات وبين سائر الألعاب، كذلك الأمر يتطلب توازناً إن لم نقل غلبة للمادة النقدية والثقافية الموجهة إلى كافة الشرائح الاجتماعية، إذ باتت النظرة اليوم للصحافة الرياضية على أنها كالفن ضرورة من ضرورات الحياة، ففي كليهما نجد الفائدة والمتعة والتشويق والعلم والموهبة، ويبقى الفيصل في التفوق بينهما مرهوناً بالاجتهاد، فكل من الصحفي الرياضي والفنان يسعى لتقديم الجهد الذي يحقق النتائج الأفضل ونيل الإعجاب والشهرة معاً وعملها بالأصل هو فن وعلم واختصاص.