لوبان تقترب من الإليزيه.. بقلم: محمد يوسف

لوبان تقترب من الإليزيه.. بقلم: محمد يوسف

تحليل وآراء

الأحد، ١٧ أبريل ٢٠٢٢

هل يتكرر سيناريو «هيلاري – ترامب» في فرنسا؟ في انتخابات الرئاسة الأمريكية «نوفمبر 2015» كانت كل المؤشرات تتجه نحو هيلاري كلينتون، زوجة الرئيس الأسبق ووزيرة الخارجية في الولاية الأولى لباراك أوباما.
بينما منافسها «سمسار العقارات» وبرامج الواقع التلفزيونية شبه مستبعد لقلة خبرته في السياسة، وانتظر العالم وصول أول امرأة إلى منصب القائد الأعلى في الدولة الأقوى بالعالم، وحتى ظهيرة يوم الانتخابات كانت مراكز الاستقصاء والتوقع تمنح هيلاري نسبة مريحة تؤكد فوزها، حتى قيل إن برقيات التهنئة كانت جاهزة لترسل إليها من رؤساء دول العالم، ومع ميلان الشمس نحو الغروب بدأت الأرقام تتغير والتوقعات تتأرجح، واقتربت نسب ترامب كثيراً من النسب الممنوحة لمنافسته، حتى أغلقت الصناديق الانتخابية وبدأ الفرز، فإذا بالسمسار يتقدم، وصاحبة الاسم «الرنان» تتراجع، وتتساقط معاقل الديمقراطيين لصالح الجمهوريين، وفاز ترامب بعد أن تجاوز التوقعات.
في فرنسا اليوم الوضع مشابه، الرئيس الذي حقق نجاحاً في ولايته الأولى يتقدم الإحصاءات منذ انتهاء المرحلة الأولى للانتخابات الرئاسية في الأسبوع الماضي، وأمامه أسبوع واحد فقط، ولكن مارين لوبان تقترب منه، فقد وصلت قبل يومين إلى رقم لم تحققه في الانتخابات السابقة قبل خمس سنوات، نسبتها بلغت 45 في المئة، والرئيس 55 في المئة، مع هامش تأرجح بنسبة 2 في المئة، والصناديق ستكون صاحبة القول الفصل، وقد تصل أول سيدة إلى سدة الحكم في الدولة النووية الخامسة، وصاحبة المقعد الدائم في الأمم المتحدة، وأعلى اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، وهذه السيدة لها أجندة واضحة تجاه دور فرنسا ومكانتها، وتعادي المهاجرين في بلادها، وتتبنى الفكر اليميني المتطرف.
فهل يتكرر السيناريو وتصبح لوبان سيدة الإليزيه؟!