متى نبدأ رحلة العمل بصدق؟.. بقلم: ناصر النجار

متى نبدأ رحلة العمل بصدق؟.. بقلم: ناصر النجار

تحليل وآراء

الجمعة، ١٨ فبراير ٢٠٢٢

أكثر ما يعيبُ رياضتنا هو إخفاء الحقائق ولن نقول “الكذب”، وهذا الأسلوب متّبع في المؤسّسات الرياضية، طبعاً هذا معمول به دائماً، لذلك نجد أن إنجازات الرياضيين في البطولات الودية والسياحية التي يشاركون بها كثيرة والميداليات الذهبية والفضية والبرونزية تزين صدورهم، ويأتي بعض الإعلام ليواكب هذا الإنجاز بالمزيد من الوهم، والهروب إلى الأمام، والمزيد من إخفاء الحقائق، أو التعامي عنها، أو الالتفاف السافر والفج عليها.
والغريبُ عندما نكرّم رياضياً قيل إنه حقّق إنجازاً، وعندما نطلع على البطولة من مصادرها نجد أنه حقق المراكز المتأخرة، وهذا حدث واقعي ولكنه لا يغتفر ويجب ألا يمرّ مرور الكرام.
للأسف.. فإن الكثير من البطولات التي نشارك فيها بطولات تنشيطية غايتها الاستعداد والإعداد، والنتائج في هذه البطولات غير معترف بها نظراً لضعف مستوى المشاركين وقلّتهم، فعندما نسمع أن بطلاً في السباحة حقّق ذهبية في بطولة ما ونتغنّى بها، نفاجأ بأن هذا البطل يغرق في بطولة رسمية، ومثله بطل في بناء الأجسام والملاكمة والمصارعة، فالمقياس الحقيقي للتغنّي بالبطولات هو المناسبات العالمية المعترف بها قارياً ودولياً، ونحن نقبل بالبطولات العربية الرسمية لنتعرف على موقعنا على الخارطة العربية.
من أجل ذلك فإن منتخب السلة اعتذر عن المشاركة بالبطولة العربية لأنها مكشوفة ولا يمكن التغاضي عن مستوى منتخبنا ونتائجه، واضطر الاتحاد لدفع غرامة مالية لتخلفه، وها هو يشارك بمعسكر خارجي انتقائي لأن الأمور في هذه المعسكرات تبقى مجهولة التفاصيل، لكن مثله مثل كل الاتحادات سينكشف مستوره في المشاركة القادمة الرسمية بالنافذة الثالثة في البحرين وإيران، ولا نظنّ أن التمجيد باتحاد السلة ناتج عن عمل إيجابي، فما نجد أنه لا يتفوق على اتحاد كرة القدم إلا بمستوى الدعم!!
ليس عيباً أن نخسر، العيب أن نستمر في جهلنا وكذبنا، وكمّ من منتخب خسر بأرقام عالية، وها هو اليوم بات من الفرق التي يُحسب لها ألف حساب، وهذا الأمر ليس في كرة القدم فقط إنما بكل الألعاب.
مهما تكن نتائجنا فلا ضير في ذلك، لأننا إن صدقنا أنفسنا أننا في مواقع متأخرة وعملنا بصدق لتجاوز هذه المواقع فإننا سنصل إلى ما نريد يوماً ما، لكن المشكلة أن نكذب على الناس لنقتنع بصحة الكذب وهذه هي الطامة الكبرى.
من الضروري أن نعرف واقعنا الرياضي، وأن نعرف أين تقع أقدامنا وأن نبدأ من الآن بتجاوز كل العقبات التي تعيق رياضتنا، لا بد من الخطوة الصحيحة السليمة ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وعندما نصل إلى هذه القناعة ستستعيد رياضتنا ألقها ومواقعها ولو على الصعيد العربي على أقل تقدير.