انسوا ماحدث.. وفكروا بما هو آت.. بقلم: صفوان الهندي

انسوا ماحدث.. وفكروا بما هو آت.. بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

الأحد، ٦ فبراير ٢٠٢٢

لسنا على عجلة من أمرنا مع أنّ الوقت تأخر كثيراً لكن مازال يعطينا الفرصة للبداية والانطلاق والوصول...
قد يكون من المخجل بعض الشيء أن نتحدث عن محو أمية كروية موجودة ولكن مجرد الاعتراف بوجودها يشير إلى النية لتجاوزها.
وقد يكون من المخجل بعض الشيء أن نتحدث في عام 2022 عن انطلاقة كروية تبدأ من الصفر لأن السؤال المر: ماذا قطفنا وحصدنا لقاء كل ماصرفناه ودفعناه وبأي حق يجرؤ أي اتحاد كروي على القول بأنّ كرتنا بحاجة لهذه البداية وهي كذلك؟
تراكمات كرتنا في السنوات الماضية كلها كانت كمية ولم تشكل أي إضافات فنية متميزة فلم يخط منتخبنا الأول أي خطوة زيادة عن منتخب الثمانينات بل على العكس حدثت خطوات عكسية ففي عام 1986 طرقنا أبواب كاس العالم في المكسيك وكدنا ندخلها مع أننا واجهنا منتخبات في عز زهوتها كالكويت والبحرين والعراق بينما في عام 2012 و2014 خرجنا من الدور الأول بخطأ ساذج من اتحادنا الكروي.
وفي عام 1986 كان لدينا مدرب وطني كبير هو أفاديس كولكيان رحمه الله وكان لدينا عدد كبير من النجوم الذين مازلنا نحفظ أسماؤهم ومن نظرة واحدة نعرفهم فرداً فرداً رغم مرور أكثر من ربع قرن بينما الآن قد لا يعرف الجمهور ربع أسماء المنتخب الوطني.
لا أسوق هذه المقدمات لأبرهن على مراوحة كرتنا في مكانها فهذه المسألة لا تحمل معها أي شطارة لأنها حقيقية ومسلمة ولكن لأتساءل عن مطالب بدفع فاتورة هذه السنين الطويلة؟
هل هو واقع عام نعيشه؟ نفتش في احتمالات الإجابة فنجد أن جميع مجالات الحياة في بلدنا قد تطورت لاسيما قبل الحرب على سورية وحدث في معظمها تحولات جذرية باستثناء الرياضة مع أن يد العطاء لم تفرق بين مجال وآخر..
إذاً هل كانت هناك تنحية للرياضة عامة ولكرة القدم خاصة والجواب أيضاً لا .. لأننا عشنا المرحلة فهفت نفوسنا فيها إلى شبه حلم كروي نحققه لكن عجزنا عن ذلك رغم الوعود الكبيرة بذلك..
عندما كنت أنفعل وأتشنج وأكاد أطق غيظاً لخسارة المنتخب السوري بكرة القدم أي مباراة كان يقول لي والدي مخففاً عني : وإذا خسروا .. هل خسرنا "الدنيا"؟
وكنت أقول له : ليتنا خسرناها ولم يخسر منتخبنا؟!! لكني أجد نفسي مضطراً للعودة إلى قناعات أبي الكروية وإن لم أفعل ذلك فمن أين سأوفر أعصاب تتحمل كل ما يحدث لكرتنا.. اشتهينا ولو مرة واحدة بعد المتوسط 1987 وكأس العرب 1988 أن يهدينا الفرح الذي ننتظره.. واشتهينا مرة أن يعوضنا الأداء عن مرارة الخسارة.. هذه هي حالنا الكروية التي هزتنا مرات ومرات وأخرها مع منتخب الرجال في تصفيات كأس العالم 2022 وخروجنا من المولد بلا حمص بعد الخسارة المتوقعة أمام منتخبي الإمارات وكوريا الجنوبية.
هذه هي حدودنا التي نرفض الاعتراف بها.. وهذا ما لدى خبراتنا الكروية ولو زعل البعض.. لن نطالب اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة بالاستقالة كغيرنا إن كان يشعر أنه بإمكانه العطاء أكثر وخدمة الكرة السورية لكن إن شعروا أنهم قد استنفذوا ما لديهم فمن الأفضل أن يفسحوا المجال لغيرهم... هناك مشكلة حقيقية في كرتنا .. هناك من يحاول العبث بها وهناك من يخلص الجهد معها .. المشكلة يجب أن نعريها ونبحث عن حلولها.. ومن يحاول العبث بكرتنا يجب أن نبعدهم ومن يخلص الجهد علينا أن نكرّمه.