افتح «السوشيال ميديا» وتفرّج.. بقلم: مارلين سلوم

افتح «السوشيال ميديا» وتفرّج.. بقلم: مارلين سلوم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٥ يناير ٢٠٢٢

افتح «السوشيال ميديا»، خصوصاً «الإنستجرام»، و«التيك توك»، وتفرّج. من الفنانين فئة تعلقت بالشهرة أكثر من تعلقها بالفن، ليس بالضرورة ألا يكونوا أصحاب موهبة، لكن يبدو أن المنتمين إلى هذه الفئة لا يشعرون بأن الموهبة كافية، وأنهم أقل درجة من نجوم الصف الأول، ومنهم من تراجعت عنهم الأضواء ونفهم، نوعاً ما، سعيهم الحثيث للظهور، بينما هناك من يريد أن يبقى محط أنظار وحديث الناس طوال الوقت، مستغلاً ال«تيك توك» كأن الدنيا ضاقت به لينافس اليوم هواة ال«تيك توك» و«الإنفلوانسرز»، أي المؤثرون.
يحق للفنان أن يستغل الوسائل الحديثة للظهور على محبيه، لكن ما معنى أن تتعمد فنانة الظهور باستمرار على ال«تيك توك» وهي ليست من الشباب الصاعد، ولا من الممثلات الجديدات، وما تقدمه يبدو سخيفاً، ويسحب من رصيد موهبتها، فهل بذلك تتصدر «الترند» وتصبح حديث الناس من كل الأعمار، خصوصاً الشباب؟ فنانة أخرى جالت وصالت في عالم الرقص، وحققت ما حققته من شهرة واسعة، ولأن أوان الرقص قد فات، اتجهت نحو تقديم برامج، ومنها المقالب في رمضان؛ نتقبلها على مضض، لكنه شكل من أشكال الحفاظ على الإطلالة كي لا يحسبها الناس «اعتزلت»، وطبعاً خشية أن تطويها صفحات الذاكرة مع «المنسيين» من أهل الفن. علماً بأن الجمهور لا ينسى الفنان الحقيقي الذي ترك بصمة، وإن غاب الحديث عنه مدة، ولم تستعد ذكراه أو تبحث عنه الصحافة، مثل فاتن حمامة التي حلت ذكرى رحيلها في 17 من الشهر الجاري، فلا يمكن أن ينساها أحد، وتبقى أعمالها خالدة مدى الحياة.
الفنانة إيّاها ابتكرت طريقة لتصبح «ترند»، أو ابتكروا لها طريقة لأنه في الأغلب هناك من يحيط بالفنانين ويملي عليهم الأفكار «للتطوير»، حيث أعلنت على صفحتها أسعار «جلسة مثيرة لمدة ساعتين» لمن يرغب في لقائها خلال وجودها في مدينة عربية: فئة البلاتينيوم تشمل الجلسة مع الفنانة «لقاء وتحية، وفرصة تصوير، وغداء مع النجمة مقابل ما يعادل 4700 جنيه مصري»؛ والفئة الذهبية «لقاء وتحية وفرصة تصوير مقابل نحو 3200 جنيه مصري للفرد الواحد»، كما ذكرت على صفحتها، قبل أن تكتب في اليوم التالي «كنت أعلنت امبارح عن ايفينت ليا الشهر ده، بعتذر منكم أنا هأجل الإيفينت ده لظروف انشغالي في مصر».
تحية الفنانة صارت «إيفينت»، والأسعار بالفئات كأنها لحفل فني ضخم وفرصة ذهبية لا تعوض. طبعاً نال إعلان الفنانة ما يكفي من استغراب الناس وتعليقاتهم على «السوشيال ميديا»، وهو، ربما، ما جعل الظرف الطارئ يحدث فجأة ويلغي الحدث الفني المدهش.