2022.. التفاؤل.. بقلم: يوسف أبو لوز

هذا هو اليوم الأول من العام الجديد 2022، ولا تملك في هذه الزمنية المتجدّدة إلّا الإعراب الكُلّي عن التفاؤل. تفاؤلك. وتفاؤل محيطك الاجتماعي، والثقافي، والنفسي، بعيداً تماماً تماماً عن أية طاقة سلبية قد يشيعها حولك شخص، أو مؤسسة، أو نظام.

كلمة السرّ الأولى، الجوهرية والعبقرية في اليوم الأول من عامك هذا هي: «التفاؤل» بحروف كبيرة، وإيقاع جميل.

لا تستهن أو تستخفّ بالكلمة. وفي البدء، تقول بعض الديانات كانت الكلمة. ولك أن تقول في موقف كهذا الموقف في أوّل العام: «في البدء كان التفاؤل» حتى ولو فوق كومة من الإحباط، واليأس، والإنسان إلى ذات مغلقة، وكيان بشري مغلق. 

لولا طاقة التفاؤل لما عاد عوليس من ضياعه في البحر إلى إيثاكة وإلى زوجته «بينلوب» التي كانت تطرد الانتهازي واللص والكذاب عن قلبها وعن بيتها، إلى أن عاد إليها من يستحق البيت والقلب.

لولا التفاؤل لما انتصر مئات بل ألوف الشعراء للحب وللحرية وللكرامة البشرية. لما كان أراغون ولما كان بابلو نيرودا، ولما كان الجواهري، ولما كان أمل دنقل، ومحمود درويش، وغازي القصيبي، وحبيب الصايغ، وعبد الوهاب البياتي، وبورخيس، وناظم حكمت، وغيرهم المئات من شعراء الحضارات التي أنجبت الفكر والفلسفة والموسيقى والجمال.

في اليوم الأول من عامك هذا. قل لنفسك ولذاتك ولروحك ولشخصيتك، بأنك ستكون أجمل، وأنقى، وأرقى، وأطيب، وأكثر إيماناً بالله، وأكثر احتفالاً بالحياة، والإنسان، والخلق الجميل. بالتفاؤل، والإصرار عليه، وطرد كل من ينفخون عليه دخان الأرواح السلبية، الميّتة، المريضة، الصفراء.

في يومك الأول هذا في عامك وفي عمرك الجديد، تطهّر بالكلمة الطيبة. اكتب القصيدة الغنائية العذبة، واختر من الألوان ما يفرح قلبك، واشدد يدك على يد صديقك، واعشق المكان الذي أنت فيه، صنه، واحترمه، وارفع من شأنه، ودافع عنه، وازرع حبّه في قلبك، وفي قلب ابنتك وزوجتك، وابنك.

المكان الذي أنت فيه الآن. مكان روحك، ومكان قلمك، ومكان رزقك، ومكان قلبك، اغمره بالحب، وصلِّ من أجل حمايته وسيادته ورفعته، مدفوعاً، بالطاقة التي أذكّرك بها دائماً وأبداً. اليوم وغداً: «التفاؤل».

في يومك الأول في عامك الجديد. تفاءل بحياة أفضل وأجمل. تفاءل بثقافة إنسانية تدعو للخير والجمال والمحبة. تفاءل بالفن. تفاءل بالكتاب، تفاءل بالقراءة، تفاءل بالصحة والعافية، تفاءل بتعليم راقٍ، وتنمية شاملة، وسكن آمِن.. أَمين.

في يومك الأول المتفائل هذا، ضع خريطة طريق لقلبك كي يأخذك إلى الحب. وضع خريطة طريق لعقلك كي يأخذك إلى الفكر والوعي والحكمة، وضع خريطة طريق لروحك كي تأخذك إلى الطمأنينة والنبل والصدق.