رجاءات للعام الجديد…!؟.. بقلم: وائل علي

رجاءات للعام الجديد…!؟.. بقلم: وائل علي

تحليل وآراء

السبت، ١ يناير ٢٠٢٢

باعتقادنا أن السوريين، على وجه الخصوص يستعجلون رحيل العام 2021، وطي صفحته من دفتر مذكراتهم، وانتزاعه من تلافيف خلاياهم الدماغية ورامات ذواكرهم المخية وإحكام إغلاق أقفال كل الأبواب خلف الثانية الأخيرة التي ستغادرنا بها خشية أن تعود بحملها الثقيل الوطء من الشباك أو ربما من ثقب الباب أو حتى من خرم إبرة…!! لكثرة ما حمله وجلبه “العام الراحل” من أيام سوداء قاسية وأمراض وأوبئة ومتحورات ومآس وتعاسة وفقر و”تعتير” وأزمات وانهيارات وتصدعات وكوارث اقتصادية واجتماعية وتدهور غير مسبوق في قيمة الليرة قلب وحول حياة آلاف الأسر إلى جحيم لا يطاق بعد أن أصبح غالبيتهم تحت خط الفقر مادفعهم لتقديم التنازلات والتخلي عن مبادئ وقناعات عاشوا وضحوا  لأجلها الكثير ودفعوا في سبيلها الغالي والرخيص …
ويقينا أن كل السوريين يحلمون أن يستفيقوا صبيحة العام 2022  ليجدوا الكهرباء والدفء عاد للبيوت المظلمة الباردة، وقد عولجت مشكلات الغلاء والنقل المذل و”الرغيف الموطن”، وتقتير الاحتياحات النفطية، وازدهرت الليرة واستقرت، وانطلقت الماكينة الاقتصادية بأذرعها الزراعية والصناعية والتجارية والاستخراجية إلى آخره… مع ذلك، لا تزال العيون ترنو وتتطلع بأمل وتمن ورجاء للغد القادم، عسى أن تحمل السنة الجديدة في جعبتها الفرح والفرج والخلاص.
وبعيدا عن الآمال والأحلام التي من المؤكد أنها لن تأتي من العدم والقنوط واليأس ولن تصبح واقعاً وحقيقة ما لم نغير في سلوكنا أفراداً وجماعات وأحزاب ومنظمات ونقابات وتجمعات أهلية وحكومية، وصولا لأداء مختلف مفعم بالحراك والحركة الدؤوبة على كل الصعد الخاصة والعامة وتغيير عادات وثقافات ومفاهيم مغلوطة أوصلتتا في كثير من المطارح إلى طريق بل أفق ملغوم ومسدود وصولا لسياسات حكومية أكثر براغماتية وديناميكية خلاقة تعتمد على طاقاتنا وخبراتنا الكامنة القادرة أن تعيد الطمأنينة للنفوس المتعبة والنهوض بالاقتصاد المتهالك والتعجيل بدوران عجلة الانتاج وإعادة الإعمار المترنحة، ولا بأس من الاستئناس بنصائح كبارنا من أصحاب التجارب المشهودة في الداخل والخارج لرسم خارطة لطريق خلاصنا مبنية على أسس متينة واضحة ومدروسة، وبغير ذلك لن تدب البركة في قادمات الأيام والشهور وسنظل نرزح تحت المزيد من الضغوط والصعاب والمشكلات والتشابكات، وسنظل ننتظر رأس كل سنة لنلعن السنة التي رحلت ونحمل “بابا نويل” ذات السلة التي ناءت بثقلها السنوات الفائتات…!!