اعتراف حكومي مبطن..!.. بقلم: حسن النابلسي

اعتراف حكومي مبطن..!.. بقلم: حسن النابلسي

تحليل وآراء

الخميس، ٢٥ نوفمبر ٢٠٢١

لعل أبرز ما يمكن استنتاجه من بين سطور التصريحات الحكومية، ولاسيما تلك المتعلقة بندرة الموارد ومحدودية الإمكانيات، ترك المواطن يواجه تحديات معيشته الخدمية والاقتصادية منفرداً.. ما يعني بالمحصلة اعترافا مبطنا من الحكومة بعجزها عن معالجة الملفات المتزاحمة على طاولتها..!
إن صحّ هذا الاستنتاج، فإننا أمام معضلة إدارية على غاية من الخطورة مفادها باختصار “النأي بالنفس”.. وقد يكون سبب هذا النأي خلو الجعبة الحكومية من المبادرات والحلول نظراً لما تتعرض له البلاد من عقوبات وحصار.. وهنا نشير إلى أنه – ومع إقرارانا بمن يتأبط شراً بالاقتصاد الوطني خارجياً – إلا أن الأخطر شراً هم المتأبطون به من الداخل، خاصة أولئك الذين يشيعون حالة من الإحباط العام ولا يدخرون أدنى جهد لتكريسها.. لتصل الرسالة للمواطن في نهاية المطاف: “لا إمكانيات ولا موارد لدى الحكومة”!
للأسف، يعزز الأداء الحكومي – بطريقة أو بأخرى، وبقصد أو بغير قصد – هذه الرسالة المحبطة، علماً أن البلاد غنية بالموارد والإمكانيات غير المستثمرة، والأهم من ذلك غناها بالكادر البشري ذي المبادرات الاستثنائية المهمشة، وهنا بيت القصيد.. فإذا ما أحسنت الحكومة التواصل مع أصحاب هذه المبادرات، ووظفت ما تذخر به البلاد من موارد طبيعية وزراعية ضمن السياق الإنتاجي الصحيح، لربما نستطيع عندها تجاوز ما نسبته 50% على أقل تقدير مما يواجه الاقتصاد الوطني من تحديات، فتوطين زراعة الأعلاف – على سبيل المثال لا الحصر – كفيل بتوفير الأخيرة كمستلزم إنتاج لا غنى عنه لتعزيز إنتاجية الثروة الحيوانية، وانعكاس ذلك بالتالي على انخفاض الأسعار من جهة، وتحقيق قيمة مضافة محلية لدى التصدير تدعم سعر الصرف من جهة ثانية، مع التنويه هنا إلى أنه سبق وأن تم طرح هذا الموضوع من قبل البعض ولم يتم التعاطي الجاد معه.
وإذا ما تحدثنا عن نقص التوريدات النفطية التي أضحت بمنزلة شماعة يعلق تدهور الأداء الحكومي، وتدهور القطاع الكهربائي نتيجة لذلك، لم نلمس حقيقة أية خطوات جدية لترسيخ مفهوم الطاقة البديلة التي لا تزال مشاريعها ضمن دائرة “الخجولة”، ونعتقد أن السبب يندرج ضمن خانة “الروتين والبيروقراطية” المصحوبين دائماً بالفساد ورموزه المعطلة لأي مشروع تنموي..!
هذا غيض من فيض الفشل الحكومي.. لنصل إلى مرحلة بتنا نستوحي منها أن لسان حال الحكومة يقول: “هذه إمكانياتنا ولا مجال للتحسين”.. في حين أن واقع الحال يؤكد أنه لدينا خامات تنموية تقينا شبح العوز إذا كنا جادين بالفعل باستثمارها شريطة توفر الإدارة الحاسمة والإرادة الطموحة..!.