كرة ترامب.. بقلم: حسن مدن

كرة ترامب.. بقلم: حسن مدن

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٠ نوفمبر ٢٠٢١

رغم مغادرة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب البيت الأبيض، لم يغب رغم حصار شبكات التواصل الاجتماعي التي حظرت حساباته عليها أو جمدتها، فالرجل بارع في اقتناص الفرص التي تذكر محبيه وخصومه معاً أنه موجود، وأنه لم يتخل عن طموحه في أن يعود إلى صدارة المشهد، إن لم يكن السياسي منه، فعلى الأقل الإعلامي.
ولا ينقص ترامب الأنصار الكثر الجاهزون للتذكير بحضوره، ومن ذلك أن إحدى المدارس المتوسطة في أمريكا أجرت تحقيقاً مع معلمة تاريخ فيها بسبب مزاعم أطلقتها أمام تلاميذها في أحد الفصول الدراسية بأن ترامب لا يزال هو الرئيس الشرعي للبلاد، وكشأن الكثيرين من مريدي ترامب أطلقت المعلمة أقوالاً ضد تلقي اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا»، قائلة إنه: «إذا كان لديك طفل في المستشفى فإنهم لا يعيدونه لك ما لم تكن حاصلاً على التطعيم».
وفتح التحقيق إثر بلاغ تقدمت به أم أحد التلاميذ الذي أخبرها بأقوال تلك المعلمة، وفي تصريح للأم المحتجة قالت «لماذا يجب أن يقال ذلك في الفصل الدراسي المليء بالأطفال، لقد وثقت بها لتعليم ابني الحقائق عن التاريخ، لكنها ألقت بهذا الكلام الصاخب مثل الواعظ الواقف على المنبر».
ليست معلمة التاريخ وحدها من أعادت اسم ترامب إلى الأضواء، وإنما كرة بيسبول صوّبها هو شخصياً وأصابت رأس طفل بالخطأ، وهو مشهد صوّرته كاميرات الهواتف النقالة التي لا تدع صغيرة أو كبيرة إلا ووثقتها، ويظهر ترامب في بداية الفيديو المتداول على نطاق واسع جالساً مع زوجته ميلانيا خلال متابعتهما مباراة بيسبول في أتلانتا بولاية جورجيا، ضمن بطولة العالم للبيسبول، قبل أن يظهر صبي في الفيديو وهو يلقي بكرة بيسبول إلى ترامب من أسفل لكي يهديه توقيعه عليها، فطلب ترامب من حارسه الشخصي إحضار قلم وقع به على كرة الصبي، لكن عندما حاول ردّها إليه وقعت على رأس طفل آخر كان يقف بالجوار منه.
المنصات الإعلامية التي نشرت ما جرى بالصوت والصورة قالت إن غاية الصبي الذي طلب من ترامب التوقيع من الكرة لم تكن الاحتفاظ بها كذكرى، وإنما بيعها، مشيرة إلى أن الكرات الأصلية التي تحمل اسم الرئيس الأمريكي السابق يتراوح سعرها من 2000 إلى 3000 دولار.
منطق المال لا يغيب حتى عندما يتصل الأمر بطفل صغير، وعلى كل حال فإن الكرة التي أصابت بدون قصد طفلاً، لن تكون الكرة الوحيدة التي سيوجهها ترامب، فعلى منوالها سيوجه كرات أخرى من نوع آخر، وبسابق الإصرار والتعمد لا بالخطأ، لرؤوس كبيرة من الساسة الخصوم.