جرح الكرة السورية.. بقلم: صفوان الهندي

جرح الكرة السورية.. بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

الجمعة، ٥ نوفمبر ٢٠٢١

قد نختلف حيناً ولكن نلتقي دائماً حيث يجب أن يكون اللقاء .. ليس مهماً من يكون هذا الشخص ولا الموقف منه .. المهم ماذا يفعل وماذا يقدم الآن..
للأسف نقولها وبكل صراحة تختلط الأمور أحياناً فلا نفرق بين موقفنا من الشخص وبين فعل هذا الشخص فإن كان صديقاً حميماً رآينا أسوده أبيض وسلبه إيجاباً وإن كان على خلاف أو نقيض معنا حدث عكس ذلك تماماً.
مشكلتنا أننا نكثر من الكلام على حساب الفعل ومع أننا الأكثر قولاً وتقولاً بين شعوب العالم إلا أننا نخطئ الحديث فنحمل ألفاظنا غيظ النفس وجلافة الشماتة ونمضي وكأننا لم نفعل شيئاً.
أغرقتنا تصريحات ماقبل بدء الدور الحاسم لكأس العالم 2022 والخوف أن تقتلنا تبريرات مابعدها فنذبح من الوريد إلى الوريد دون أن يبكي علينا أحداً..
ماحدث معنا في التصفيات لم يكن مفاجئاً وبالتالي فإن الوصفات يجب أن تكون جاهزة للتخلص من عقمنا والتقدم ولو خطوة واحدة على طريق عالمية الكرة بعيداً عن انتظار طفرات أخرى وقد لا تأتي.
دائماً نشكو قلة الإمكانات المادية وفي هذا ظلم كبير للقيادة الرياضية السورية التي تحاول توفير كل شيء لفرقنا ولاعبينا ولكن يبقى التنفيذ وترجمة التوجهات دون المستوى المطلوب.
جرح الكرة السورية والخسارة أمام المنتخب اللبناني سيبقى ينزف لفترة طويلة ربما لأننا بالغنا بالحلم أو لم نهيئ أنفسنا لامتصاص صدمة كالتي تلقيناها فليتهم جلبوا معهم بعض الملح الانكليزي الشهير لنكبس به الجرح فإذا ما اندمل بحثنا من جديد عن طريقة صحيحة نصيغ بها مستقبلنا الرياضي دون تعجل وبعيداً عن بعض المكاسب الآنية التي تتبخر إذا مالفحتها شمس الحقيقة.
كرتنا متأخرة وهذا ليس عيباً .. العيب أن ندعي تطورها وننام في خيام من وهم ننسج فيها أحلامنا الكروية وكأن ليس في العالم غيرنا.