ساعة تضامن في الكونغرس.. بقلم: دينا دخل الله

ساعة تضامن في الكونغرس.. بقلم: دينا دخل الله

تحليل وآراء

الخميس، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢١

عودة «بعض» العلاقات لـ«بعض» الأنظمة العربية مع سورية، لم يكن من دون موافقة ضمنية أميركية، هذا أكيد لسبب واحد بسيط هو أن الحرب على سورية مسألة دولية من الدرجة الأولى، ولعلها أهم أحداث العلاقات الدولية المعاصرة، ولا يمكن للأنظمة العربية المرتبطة بواشنطن إلا أن «تتشاور» مع الإستابلشمنت الأميركي حول الموضوع، بل مع الرئيس الأميركي نفسه، على سبيل المثال زيارة الملك الأردني لواشنطن قبل فترة.
كل هذه العملية لم تكن دوافعها ولا أهدافها، تقديم خدمة سياسية أو معنوية لسورية، وإنما بسبب الحاجة الماسة لهذه الدول العربية لفتح قنواتها الاقتصادية مع سورية، حاجتهم هم وليس حاجة سورية، والحديث هنا عن الغاز والكهرباء بالنسبة للبنان، والماء بالنسبة للأردن، إضافة إلى الترانزيت وغير ذلك من المصالح الاقتصادية.
لم يسمع طارقو باب واشنطن من المسؤولين العرب عبارة «yes, do, it» وإنما سمعوا عبارة «ok, we understand».
هو سماح حقيقي في السياسة، لأن السياسة تؤكد أن عدم الاعتراض يعني القبول، وهذه معادلة واضحة جداً تؤكد أن سورية، عملياً، هي التي فرضت هذا التحول لأن الدول العربية حولنا بحاجة لنا أكثر مما نحن بحاجة إليهم، على الرغم من حاجتنا السياسية والمعنوية لانفتاحهم علينا.
المسألة كلها وضعت المسؤولين الأميركيين في موقف حرج أمام الكونغرس وأمام حلفاء أميركا والمرتبطين بها في العالم، أين قانون قيصر؟ أين صدقية واشنطن؟ يتساءل كثيرون بما في ذلك تركيا وألمانيا وغيرها من أعضاء الناتو؟
المسؤولون الرسميون في قمة الإستابلشمنت، يؤكدون أن موقفهم من سورية لم يتغير. في 15 تشرين الأول الجاري، أعلن سكرتير إدارة الدولة، أي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين في أثناء لقائه في واشنطن مع وزيري خارجية الإمارات وإسرائيل أن اهتمام أميركا في سورية يركز على توزيع المساعدات الإنسانية وما سماه بـ«إخضاع (الرئيس بشار) الأسد للمساءلة الدولية» والعقوبات وغير ذلك، وهذه إشارة واضحة إلى أن موقف واشنطن لم يتغير فيما يبدو أنه دفاع في وجه الشكوك حول هذا الموقف بسبب «الانفتاح» العربي على سورية.
بعد ذلك، تركت واشنطن لمسؤولين من الدرجة العاشرة ولمراكز بحوث التأكيد أن واشنطن لم تعط الضوء الأخضر للعرب كي يتعاملوا مع سورية، فهل هناك من يصدق؟