حلف الشيطان.. بقلم: الباحثة النفسية الدكتورة ندى الجندي

حلف الشيطان.. بقلم: الباحثة النفسية الدكتورة ندى الجندي

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٢ أكتوبر ٢٠٢١

أي سرٍ تمتلكه ولماذا هذا الصراع من أجلها؟
ألأنها جميلة يسعى الجميع إليها؟
أم هو حضورها الألق الذي يعكس عبق الأيام وحضارة الزمان؟
أم لأنها غنية وتمتلك من الثروات والكنوز النادرة؟
أي سرٍ تمتلكه هذه الفاتنة؟
في عيونها بريقٌ يختصر سحر الشرق برمته ومن جسدها يفوح عطرُ الياسمين يداعب الأجواء برائحته، روحها متقدة علماً.. وذكاؤها يثير جدلاً وقلبها ينبض حُباً.. الكل يغار من جمالها، الكلُ يريد التقرب إليها، ولكنها تُدرك من يهواها ومن يهوى استلابُها!
حاولوا إغراءها ولكنها تدرك تماماً خفاياهم.. أرادوها جاريةٌ والحرةُ لا تعرف الذل ولا أحد يستطيع أن ينال من شموخها.
حاولوا التسلل إلى مخدعها فترصد لهم حراسها. يثيرهم جمالها، الكل يريد أن ينهش جسدها.
حاولوا اقتحام أبوابها، ولكنها عصية لا يستطيع أحدٌ استباحتها!
قذفوها بأشد العبارات سوءاً ووجهوا لها الاتهامات من على جميع المنابر بهدف تشوبه سمعتها فكان صمتها وثباتها أقوى من عباراتهم.
لم يستطيعوا أن يهزوا كيانها فصدر قرار إفنائها.. الطعنات جاءتها من القريب قبل الغريب وانهالت عليها سهام الشر من كل حدب وصوب.
بثوا الفتنة بين أبنائها بهدف تمزيق فؤادها وخلق الفوضى من حولها وبالتالي الانقضاض عليها بهدف محو وجودها.
تاه البعض من أبنائها وكان الشتات مصيرهم وصمد من بقي معها..
لم تفقد أبداً الإيمان بمبادئها.. لم تفقد أبداً الثقة في أصدقائها.. لم تفقد أبداً الإيمان بقواها..
تحولت إلى لبوةٍ شرسة في الدفاع عن أبنائها، قاتلت بشجاعة وحوش الغابة.. صمدت بقوة في وجه الطاغية.. دموعها ذرفت ودماؤها سالت وجراحها ثخنت وما زالت صامدة.. سجنوها ومنعوا الطعام عنها، ولكنها اعتادت دائماً أن تعتمد على طاقاتها الذاتية!
اعتقد البعض أن قواها خارت، ولكن قلبها ما زال ينبض بالحياة.. المقاومة هي عقيدة إذا لم يمتلك الإنسان نواصيها تلاشى وانطفأ نوره..
أدركت منذ الوهلة الأولى خطورة الموقف وفهمت خفايا ما يحاك ضدها، استطاعت بحنكة وذكاء أن تلعب في ساحة الكبار.. حولت الهزيمة إلى نصر!
فلابد من احترام وجودها، فأي سرٍ تمتلكه هذه الداهية؟
هي المحور وهي الهدف، الخلاف والاختلاف عليها، اللقاء والالتقاء عندها، فهي تمتلك مفاتيح الأساطير كلها، فأي سر تمتلكه؟
السر في أعماقها.. لا أحد يستطيع محو وجودها لابد من احترام كيانها.
اليوم أرخت الحرب بثقلها عليها واشتدت أوجاعها وهي ترى أبنائها يتضورون جوعاً، قد تضطر للمهاودة، ولكنها لا تستسلم أبداً، فلابد من التفاوض معها.
مفاتيح الأبواب عندها، فأي باب ستفتحه وأي حلف ستعقده؟؟
إنها دمشق.. حاضرة التاريخ.. لا أحد يستطيع التنبؤ بخطواتها؟؟
فأي سر تمتلكه هذه المدينة العصية؟؟
nadaaljendi@hotmail.fr