قيمك الحياتية تمنحك القوة.. بقلم: شيماء المرزوقي

قيمك الحياتية تمنحك القوة.. بقلم: شيماء المرزوقي

تحليل وآراء

الأحد، ٢٦ سبتمبر ٢٠٢١

البعض من القيم في الحياة على درجة عالية من الأهمية لكل واحد منا، ولا يمكن اعتبارها ترفاً أو هوامش نزين بها حياتنا، أو متطلبات وقتية، يمكن التخلص منها واستعادتها متى ما رغبنا.
هناك عادات حياتية عند ممارستها تضيف لنا الكثير؛ بل قد تكون فيها حماية لنا وصون للصحة النفسية والجسدية. من هنا تكون الأهمية قصوى وكبيرة وملحة.
على سبيل المثال، قيمة مثل التفاؤل، البعض ينظر له نظرة ضبابية محملة بالفهم الخاطئ، ويعتقد بأنها حالة من السلوك، يمكن التوجه نحوه أو إهماله، والحقيقة أن التفاؤل قوة للإنسان؛ بل إن من يتفاءل كمن يضع سياجاً بينه وبين الإحباط والغضب أو تلك المشاعر المدمرة التي تحيط بمن يتعرض للخسارة أو الفشل، هنا يكون التفاؤل طوق النجاة؛ بل الحالة التي من خلالها تغذي نفسك بالأمل.
دون أن نعلم، فإن التفاؤل يقوم على واحد من أهم مبادئ الأمل وهو القدرة على التعويض وأن الغد أفضل، والفرص ستكون أكثر؛ بل وأهم. فضلاً عن هذا، يجلب التفاؤل، القناعة ومعها الراحة النفسية. واحدة أخرى من قيم الحياة التي نحتاج إليها، القناعة، وأسميها الرضا، والحقيقة تعتبر القناعة على درجة عالية من الأهمية، دون هذه القيمة، تكون النفس دون قيد، وبلا سياج، أو جدار يفصلها عن الغايات والرغبات المادية، دون القناعة نكون في لهاث شامل وعام حتى على جوانب لا قيمة حقيقية لها.
 القناعة لا تعني التوقف عن الطموحات والتطلعات، ولا تعني تواضع الأهداف ولا النظرة القاصرة للمستقبل، لأن عمق القناعة يكمن في الجوانب المادية، هي تبعدنا عن العطش واللهاث والسعي غير المبرر نحو الحصول على المادة، القناعة تعني عدم إثقال كاهلك لشراء سيارة فارهة وضعك المادي لا يتحملها، فتوجهك نحو شراء ما تحتاج وفق إمكانياتك، القناعة تكون هنا بمثابة الحامي الحقيقي لعدم الرضوخ للمظهر على حساب الجوهر وعلى حساب حقيقتك.
من هنا نعرف قيمة القيم، قيمة المبدأ في حياة كل واحد. التفاؤل، القناعة، تمنح الإنسان القوة والسيطرة على حياته، السيطرة الإيجابية، التفاؤل الذي يجعلك تنظر لكل شيء نظرة الواثق المتمكن مهما حدث وكانت النتائج. والقناعة التي تجعلك مرتفعاً ومحلقاً عن الماديات، فضلاً عن ابتعادك عن اللهاث والسعي غير المجدي المتواضع.