الجهل الإنساني!.. بقلم: عائشة سلطان

الجهل الإنساني!.. بقلم: عائشة سلطان

تحليل وآراء

الخميس، ٢٣ سبتمبر ٢٠٢١

أستقبل باستمرار أعداداً لا بأس بها من الروايات والكتب، بعضها إهداءات تصلني من أصدقاء أصحاب دور نشر (ممتنة لهم بلا شك)، وبعضها اقتراحات يشير بها علي أدباء وقراء تربطني بهم صلة قرابة وثقى اسمها القراءة ومحبة الكتب، كما وأنني حين لا يكون لدي ما أفعله فإنني أقلب في رفوف المكتبات الإلكترونية على الشبكة مطلعة على جديد الإصدارات وقديمها، على هذه الأعداد الهائلة من الكتب المغرية التي فاتني قراءتها، لأنني لم أسمع بها قبلاً لأي سبب كان!
كنت أقرأ حول سيرة حياة الكاتب الأمريكي (كيرت فونيجت) صاحب الرواية الشهيرة والأكثر مبيعاً (المسلم رقم خمسة) والتي نشرت في العام 1969، لكن فونيجت له إلى جانب هذه الرواية، روايات عديدة ومسرحيات ومجاميع قصصية، وله قصة حياة استثنائية زاخرة بالأحداث والتحديات والتقلبات.
وبينما كنت آخذة في قراءة تلك السيرة حين توقفت فجأة وقلت بصوت عالٍ، إن فونيجت واحد من مليارات الأشخاص على هذه الأرض التي يبلغ تعداد سكانها ما يفوق الـ7 مليارات نسمة! يا إلهي نحن أمام 7 مليارات حكاية إنسانية، هل يمكن تخيل مقدار وحجم الاختلافات والتباينات والأفكار والتوجهات والعقائد والغرائب والعجائب التي لا ندري عنها ولم نسمع بها وربما لن يتسنى لنا ذلك؟
تخيلت هذا الوجود البشري الهادر حولنا والعصي على الإحاطة والتحديد، وتساءلت عن مقدار ودرجة جهلنا (ولقد وصف الله الإنسان في القرآن بالجهل!)، فكيف للإنسان الذي يجهل أكثر مما يعرف، ويعرف لا شيء تقريباً مما يحيط به، أن يمتلك ذلك الحق الوهمي وتلك الثقة التي تتيح له أن يصنف البشر أخلاقياً، وعرقياً ودينياً، كيف له أن يتسلط على نصف سكان الكوكب (من النساء) ويدمر مستقبل وحياة ملايين الأطفال؟ ويوزع الثواب والعقاب وما يجب وما لا يجب؟ الظلم! نعم إنه الظلم الصفة المرافقة للجهل وللإنسان!