الأخبار |
“الذهب الأبيض” يفقد بريقه في سهل الغاب.. 10% فقط مستمرون في زراعته!  الرئيس الأسد يصدر القانون رقم 14 الناظم للصيد البري  التنافس البشري  نتنياهو «يُصالح» بن غفير: لفتح الأقصى 24/7 أمام الاقتحامات!  وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط صاروخ أوكراني قبالة شبه جزيرة القرم  بيدرسون مصمم على جنيف والمفاوضات لا تزال قائمة على مكان محايد … فرص انعقاد تاسع جولات «الدستورية» في مسقط شبه معدومة  بعد الزيارات المعلنة لوزراء الاحتلال … بلينكن يزور السعودية والمغرب بعد إسرائيل لدفع عملية التطبيع  «الحشد» العراقي يشدد إجراءاته الأمنية على الحدود السورية … الخامنئي: أميركا تسرق نفط سورية وتُبقي الدواعش لاستخدامهم  أردوغان يطالب «الأصدقاء» باتخاذ خطوات ملموسة لمكافحة الإرهاب!  لا تزال رمزية … «التعليم العالي» ترفع الرسوم الجامعية لمرحلتي «الإجازة والدراسات العليا» وتضاعف أجور «الموازي» ولا تعديل على «المفتوح»  الأقصى هدفاً لاقتحامات غير مسبوقة | نتنياهو يلجم متطرّفي حكومته: الأولوية حفظ الهدوء  البرهان يفتح «الصندوق الأسود»: السودان على طريق النموذج الليبي  توقيف مسؤولين حاليين وأصحاب نفوذ.. وقرارات منع مغادرة وحجز على أموال عدد منهم … التحقيقات مستمرة وتكشف عن فساد كبير في اللاذقية  واصلت توجيه ضرباتها القاصمة على امتداد ريف دير الزور … العشائر العربية تطبق على «قسد» في «الحوايج» و«القنص» تكتيك جديد  نشرة أسعار للمشتقات النفطية كل أسبوعين … «التموين»: يتم إصدارها بناء على واقع الأسعار المحلية  السيسي يعلن استجابته لنداء المصريين بالترشح لخوض الانتخابات على فترة رئاسية جديدة  رئاسة الجمهورية تهنئ الصين بعيدها الوطني الرابع والسبعين  غالانت - أوستن: إيران والسعودية على رأس جدول اللقاء  إندونيسيا تطلق أول قطار فائق السرعة في جنوب شرق آسيا  السلطات الأمريكية توقف العمل بقانون "الإعارة والتأجير" لأوكرانيا     

تحليل وآراء

2021-09-21 04:48:42  |  الأرشيف

الفساد وهجرة الأدمغة.. بقلم: رفعت إبراهيم البدوي

الوطن
ارتبطت الهجرة بحياة الإنسان ارتباطاً مصيريّاً، حيث كانت الوسيلةَ التي يَلجأ إليها بحثًا عن حياةٍ تضمن له الاستمراريَّة، وهو يحاول من خلالها التخلّص من مخاوفَ قد تسببها ظروف المكان الذي يعيش فيه أو سعياً وراء تحقيق آمالِه وطموحاتِه وأهدافه في الأرض الجديدة التي يهاجر إليها.
في ما مضى ظهرت هجرة أهل الرّيف إلى المُدن، بحثاً عن فرص عمل جيدة وظروف عيش أفضل مما يوفره الريف الذي يعاني من الإهمال وسوء الخدمات وقلة الإمكانيات وانعدام فرص العمل.
ما نشهده اليوم هو تصاعد في وتيرة هجرة الشباب والأدمغة من الدول العربية نحو دول الغرب ومن أهمِّ أسبابها الظروف الأمنية والاقتصاديَّة إضافة إلى الفساد المستشري في معظم حكومات بلادنا وهي من أخطر أسباب الهجرة؛ لأنَّها تؤدي إلى هجرات جماعيَّة ومن دون تخطيطٍ الأمر الذي يتسبب بمشكلات اجتماعيَّة ونفسيَّة واقتصاديَّة كبيرة.
إهمال حكومات بلادنا العربية لكفاءات شبابنا وطلابنا غالباً ما يكون ناتجاً عن فساد السلطات الحاكمة، وانتشار المحسوبيات، والرشاوى، في حين نجد أن أغلب الدّول وخاصة دول أميركا وأوروبا مهتمة بكفاءات المهاجرين من أبنائنا وتقدّم لهم الدعم عبر الجامعات ومراكز دراسات ومختبرات بحث لا تتوافر في بلادنا العربية، وهذا ما يسهم في إغراء الشباب العربي بالهجرة لنيل فرص اللحاق في ركب التطور العلمي وإيجاد مساحات أرحب من الاستقرار وتأمين المستقبل.
ما تقدم ربما يكون مختصراً لواقع مؤلم يواجه الشباب العربي وخصوصاً أولئك أصحاب الأدمغة والعقول المنتجة للموارد والمهارات التقنية والصناعية والهندسية والطبية والإلكترونية والتي تدخل في خانة ثروة وطنية لا تضاهى.
الغرب انتهز فرصة الفساد المستشري بالحكومات المتعاقبة في بلادنا العربية وأخذ يخوض ضد بلادنا ومجتمعاتنا حرباً مدمرة تعتبر من أخطر الحروب وهي حرب إفراغ مجتمعنا وبلادنا من الأدمغة العلمية والبحثية والتكنولوجية المنتجة.
لم يعد الغرب مكترثاً لوجوده العسكري الدائم في بلادنا بعدما حوّل اهتمامه نحو حرب اقتصادية جائرة الهدف منها الضغط على الحكومات سياسياً بعد التحكم بثروات بلادنا وحرمان شعبنا من الإفادة منها لإبقائنا في حال من التخلف عن تحقيق التقدم والازدهار والاكتفاء الذاتي.
في آخر إحصاء للعام 2020 بلغ عدد الشباب المغادر من الوطن العربي 279 مليون مهاجر حصدت الدول المجاورة لفلسطين المحتلة سورية ولبنان والأردن ومصر والعراق حصة الأسد من هجرة الشباب ذوي الكفاءات العلمية العالية فيما شهدت كل من ليبيا وتونس والسودان هجرة شبابية جماعية نحو أوروبا وإن بوتيرة أقل من باقي الدول.
في آخر إحصاء للعام 2021 سجل لبنان وحده نسبة هجرة مخيفة للطاقات العلمية والطبية والهندسية حيث بلغت نسبة 45 بالمئة هجرة نهائية طالت أفضل خبرات الجسم الطبي، كما بلغت نسبة الهجرة النهائية من جهاز التمريض المتخصص نحو أميركا وكندا 35 بالمئة ومن قطاع المهندسين في الإعمار والتكنولوجيا ما نسبته 27 بالمئة هذا عدا عن هجرة الجهاز التعليمي.
معظم حكومات بلادنا العربية لم تكترث بمستقبل الشباب العربي ولا بإنشاء وزارة متخصصة بوضع الدراسات والإحصاءات اللازمة تضمن للشباب استكمال مسيرة إنتاجهم في البحث العلمي أو في إيجاد فرص عمل ضمن الاختصاص الذي يكفل لهم المستقبل تماماً كما يحدث في دول الغرب التي تسرق أدمغة شبابنا.
المتفوقون في بلادنا العربية صاروا بلا أمل مع انعدام فرص العمل وأضحى الطالب المتفوق بانتظار استلام شهادة التخرج في يد وفي الأخرى تذكرة سفر جاهزة، وهكذا نكون قد خسرنا لذة العيش مع أبنائنا كما خسرت أوطاننا ومجتمعاتنا العربية إمكانية الاستفادة من الخبرات اللازمة لوضعها في خدمة التطور العلمي المساهم في ازدهار الوطن.
معظم حكومات دولنا العربية نخرها الفساد، الفاسدون هم الفائزون بمراكز الدولة، وحتى الدولة صارت مجرد موظف طيّع لمصلحة شبكة الفساد التي تتحكم بمفاصل الدولة، أما المجتمع العربي فصار محكوماً بالتأقلم واعتياد التعاطي مع الفساد كأمر لا مفر منه من أجل الاستمرار في الحياة.
من مظاهر الفساد الذي يقضي على مستقبل وآمال شبابنا العربي هو تولي المتمولين والأغنياء أصحاب الثروات الضخمة مقاليد الحكم والمسؤولية ولو كان مستواهم العلمي هابطاً مقابل حرمان أصحاب التفوق العلمي من مراكز المسؤولية في الدولة.
يعتقد البعض بأن المتمول يمتلك مروحة واسعة من النفوذ والاتصالات مع الدول الغربية، لكن الحقيقة أثبتت أن معظم أصحاب الثروات يوصفون بالجبناء لأنهم لا يملكون حرية اتخاذ أي قرار وطني يصب في مصلحة بلادنا وشعبنا وخصوصاً إذا كان القرار يعاكس رغبات الغرب وذلك خوفاً من عقوبات قد تطال أموالهم المودعة في مصارف أميركية وغربية، وبذلك يصبح المسؤول المتمول مجبراً على التماهي مع المصالح الغربية على عكس مصلحة بلادنا وشعوبنا وأجيالنا العربية.
الغرب يرصد، يقرصن الأدمغة العربية، يستثمر بالتفوق العلمي وبعقول شبابنا المنتج ويقدم لهم آفاقاً واسعة من العلم والتطور والفرص الناجحة مقابل انتشار ثقافة الفساد في معظم بلادنا وفي مجتمعنا العربي لذلك تصبح هجرة الأدمغة والكوادر المنتجة للموارد أمراً طبيعياً.
لكن الحقيقة هي أننا نواجه عملية إرهابية غربية صهيونية منظمة من نوع جديد تتمثل في قرصنة الأدمغة العربية بهدف إفراغ أوطاننا من أي موارد بشرية منتجة ومستشرقة يمكن لها الإسهام في نهضة أوطاننا وازدهارها وفي تقدمها العلمي والتكنولوجي.
من أخطر ما يواجه مجتمعنا وشبابنا العربي المهاجر هو تراجع الانتماء الوطني وعدم المبالاة في تطبيع العلاقات مع العدو الإسرائيلي وخصوصاً لدى هؤلاء الشباب الحاصل على جنسية غربية والذي انخرط في المجتمع الغربي طمعاً بالاستقرار النفسي والعلمي وفي تأمين مستقبله وشيخوخته وهذا ما نفتقده في بلادنا.
ما يخطط لبلادنا هو استبدال الاستعمار العسكري والاقتصادي باستعمار الأدمغة العربية وذلك بإفراغ بلادنا من ثرواتنا الفكرية والعلمية المنتجة بهدف وضعها بخدمة تقدم وتطور الغرب على حساب إبقاء بلادنا في مصاف الجهل والتخلف وهذا ما يسهم بتفكيك وتشتيت المجتمع العربي وفي استشراء الفساد فيه.
ليس بالثروات الطبيعية وحدها تبنى الأوطان لأن إدارة الثروات الطبيعية بحاجة إلى عقول وأدمغة شبابية وطنية متفوقة بالعلم والخبرة تضع الخطط الآيلة إلى ضمان مستقبل الوطن والمجتمع والإنسان العربي.
إن الثروة الوطنية الحقيقية تكمن في الحفاظ على الأدمغة والمقدرات العلمية الوطنية لشبابنا من خلال الحوار البناء وتخصيص وزارة تعنى بشؤون الشباب المتفوق علمياً، والعمل الجدي على إتاحة الفرص اللازمة لتوظيف علمهم واستثمار دراساتهم وبحوثهم في مواكبة التطور العلمي وذلك للحد من هجرة الشباب المتفوق ولتحفيز الأجيال على التمسك بالوطن.
إن تحرير الأوطان والثروات من الاحتلال بحاجة إلى أدمغة الشباب المنتج، أما تحرير الأدمغة المنتجة من الاحتلال الغربي فهي بحاجة إلى وطن يحتضن شبابه المتفوق وإلى دولة خالية من الفساد.
 
عدد القراءات : 4595

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
 

 
 
التصويت
هل تؤدي الصواريخ الأمريكية وأسلحة الناتو المقدمة لأوكرانيا إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة؟
 
تصفح مجلة الأزمنة كاملة
عدد القراءات: 3573
العدد: 486
2018-08-06
 
Powered by SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2023