التغيير سمة الحياة.. بقلم: عائشة سلطان

التغيير سمة الحياة.. بقلم: عائشة سلطان

تحليل وآراء

الأحد، ٢٢ أغسطس ٢٠٢١

العالم يتغير من حولنا، بل إنه ينقلب رأساً على عقب، يتخلص من جلده الذي ضاق به أو ضاق عليه، أو ما عاد يتناسب مع متطلبات الحاضر والمستقبل، أو مع ما هو متوافر، فهل علينا أن نواجه هذا التغيير بالرفض والتهكم والتشبث بما كان، أم أن نقبله باعتباره واقعاً علينا أن نناقشه وننظر في أسباب حدوثه ومدى ضرورته وملاءمته لنا ولأجيالنا؟ في الحياة والتعليم ومكانة المرأة والسفر والاستهلاك و..
إن الماضي رهن بزمنه، وما كان صالحاً في الماضي ربما لم يعد كذلك اليوم، فما الفائدة من التمسك بأمور لا تفيد الناس في شيء؟
إن احتشاد البعض لمهاجمة توجه معين دون سبب منطقي أو عقلاني لمهاجمته أصبح مثل (الموضة)، فإذا أقرت دولة تغييراً في مناهجها التعليمية أو سياساتها مثلاً من باب المراجعة والتصحيح، ضج الكثيرون بالهجوم والنقد اللاذع، لماذا؟ لأن هذا لا يجوز ولأنه مؤامرة على الدين والعروبة والأسرة ولأنه.. إلخ، فلماذا إذن توجد حكومة ومؤسسات وعلماء ومجالس ولجان؟ إذا كان كل هؤلاء لا يفهمون ويتآمرون، فلننحِّ كل مؤسسات المجتمع، ولنمنح مناصري نظريات المؤامرة السلطة المطلقة!
لنتأمل كيف قلبت جائحة كورونا الاقتصادات والمفاهيم الراسخة لعقود من الزمن، لننظر كيف غيرت بوصلة الطب والسياسة والأسفار، كيف تنحَّت دول من مواقع الصدارة وكيف برزت دول ومناطق لم تكن يوماً خياراً أولياً، لماذا؟ لأن الكوارث والجوائح والأزمات الاقتصادية عوامل ضاغطة في التغيير!
إن المجتمعات الذكية والفرد الذكي هو الشخص المرن الذي يراقب التغيير ويرحب به ويتصالح معه، خاصة حين لا يكون هناك ضرر منه، فيجعل حركته مرنة وسلسة حسب رياح التغيير التي تلف العالم، أما العناد والرفض والهجوم وفق منطلقات غير موضوعية، فلن تضعك سوى في آخر القافلة وستضطر في النهاية للركض خلفها دون أن تدركها، والأرجح أنك ستظل تلهث في آخر الطابور بلا نتيجة!