هواجس مشروعة.. بقلم صالح صالح

هواجس مشروعة.. بقلم صالح صالح

تحليل وآراء

الأحد، ١٥ أغسطس ٢٠٢١

عشية عيد الصحافة ، تتنازع في النفس مشاعر متضاربة ، مزيج من المرارة والأمل ، بين واقع الحال الذي نعاني منه كصحفيين ، وبين ما نصبوا إليه من منجزات ، تداعب خيالنا في أحلام النوم واليقظة ، لكنها سرعان ما تتبخر ، كعمود دخان في يوم تشتد فيه الريح العاتيه .
الراتب لا يكفي لبضعة أيام ، ولا تعويض الإختصاص والإستكتاب والبونات تفي بمتطلبات الصمود .
الحكومة في وعودها بإصلاح حال الصحفيين وتحقيق مطالبهم ، تلعب مع مكتبنا التنفيذي لعبة القط والفأر ، تضع أمامهم قطعة جبن كبيرة عند إستقبالهم ، وتسحبها فور خروجهم من مبناها ، فيعودون حتى بدون خفي حنين ، ولا نأخذ سوى الكلام المعسول والوعود البراقة .
هل نصدق من أخلو بوعودهم للإعلاميين، ونحن نلهث بين مطرقة الحاجة للعيش الكريم ، وسندان قساوة الحياة  وصعوبة تأمين متطلبات الحياة اليومية لعائلاتنا .
نعاني كثيراً ونحن نختلف مع بعض الإدارات والأشخاص المتنفذين بمفاصل العمل ، حول بعض المواقف والرؤى وتحديد الأولويات .
نحن نريد أن يكون الإعلاميون قادة رأي ، مؤثرون في المجتمع ، يحفزون وعي الجماهير ، يكشفون الحقائق ، يحاربون الفساد والمفسدين ، يدافعون عن مصالح المواطن والوطن ، صادقون مع أنفسهم ومع الناس .
أما هم فيريدونهم أدوات لنشر أخبارهم ومنجزاتهم الوهمية ، وتلميع صورهم السوداء ، يريدونهم فرقاً للتطبيل والتزمير كما وصفهم ذات يوم أحد سارقي ممتلكات الإتحاد  .
لقد تناسوا أن الإعلام كان وما يزال رديفاً مقاتلاً مع جيشنا البطل في معارك العزة والكرامة ، في الدفاع عن الوطن ودحر المعتدين ، خفافيش الظلام من تكفيريين وإرهابيين .
يعرفون جيداً أن الأعلاميون لم يبارحوا أرض المعركة ، في أقسى الظروف وأخطرها ، وشاركوا جنودنا البواسل بالدم الذي سال من شهداء وجرحى الكلمة الصادقة في كل الساحات .
هذا ليس تشاؤماً ولا سوداوية ( ولا نشر غسيل) إنه بوح وجداني ، ممزوج بالأمل ، علَّ أصحاب القرار ، ينصفون الإعلام والإعلاميين ، ويهتمون بواقعهم ويصلحون من شأنهم لأنهم وطنيون بإمتياز ، محبون لسورية وقائدها الذي يعمل بكل جهد على رفعة الوطن وسموه ، وإنصاف من ظُلِمو من أبنائه ...