تحديات بايدن والديمقراطيين المقبلة.. بقلم: دينا دخل اللـه

تحديات بايدن والديمقراطيين المقبلة.. بقلم: دينا دخل اللـه

تحليل وآراء

الخميس، ١٢ أغسطس ٢٠٢١

على الرغم من سيطرة الحزب الديمقراطي على السلطتين التشريعية والتنفيذية حالياً في أميركا إلا أن الحفاظ على هذه السيطرة وخاصة في الكونغرس لن يكون سهلاً في انتخابات 2022 و2024. فمع انتهاء صلاحية الخطط والتشريعات التي اعتمدت عليها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ توليه الرئاسة في بداية العام، والتي أكسبته شعبية كبيرة كخطة إغاثة كوفيد 19 ووقف عمليات الإخلاء والرهن العقاري وإعانات البطالة، تكون بهذا انتهت سبعة الأشهر السهلة من رئاسة بايدن وانتهى معها شهر العسل للديمقراطيين.
تحديات كثيرة تواجه الرئيس وحزبه وخاصة مع وجود عدد كبير من الأسر الأميركية المتضررة من تداعيات فيروس كورونا، إذ قال مكتب الإحصاء إن نحو 4.7 ملايين أميركي قد يخسرون منازلهم. ارتفاع معدل التضخم بشكل كبير والذي وصل إلى 5.4 بالمئة في حزيران الماضي مقارنة بـ1.4 بالمئة في كانون الثاني. وحسب صحيفة «الواشنطن بوست» ارتفع معدل الجريمة 25 بالمئة ما لم يحصل منذ عقدين. وازداد عدد الهجرات غير الشرعية منذ تولي بايدن الرئاسة ما قد يجعل من الهجرة موضوعاً أساسياً في الانتخابات القادمة.
مع اقتراب انتخابات 2022 و2024 النصفية للكونغرس يحاول الرئيس الأميركي توجيه اهتمام الناخبين إلى الأمور التي تخدم الحزب الديمقراطي ومرشحيه بعيداً عن التضخم والجريمة والهجرة غير الشرعية وهي المواضيع التي تهم الجمهوريين. حيث أظهر استطلاع للرأي قامت به «ريل كلير بوليتكس» مؤخراً أن 51.1 بالمئة من الأميركيين يوافقون على أداء بايدن فيما يخص جائحة كورونا والوظائف والاقتصاد والبيئة، على حين أظهر استطلاع آخر قامت به مجلة «ايكونمست» بالتعاون مع «يو غوف بول» أن 45 بالمئة من الناخبين لم يوافقوا على طريقة معالجته للجريمة ولم يوافق 50 بالمئة على مسألة الهجرة. وأظهر استطلاع آخر أن 48 بالمئة من الناخبين لا يوافقون على تعامل بايدن مع مسألة امتلاك السلاح. لكن على ماذا تدل كل هذه المعطيات؟
قال الخبير في العلوم السياسية من جامعة ستانفرد «بروس كاين» في تقرير نشرته نيويورك تايمز قبل يومين: إن «على إدارة بايدن التركيز على مواضيع الجائحة والاقتصاد والتي هي على ما يبدو المواضيع التي ستحدد مصير الحزب الديمقراطي». ويضيف: إن «أفضل طريقة للديمقراطيين في الدفاع عن أنفسهم هي الهجوم في انتخابات 2022 وتذكير الناخبين بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وما أصبح عليه الحزب الجمهوري».
أما «شين ويستوود» من جامعة دارتموث فلديه وجهة نظر مغايرة وهو يرى أن «الحزب الديمقراطي» خسر الكثير من مصداقيته فيما يخص محاربة الجريمة عندما أطلق شعار «لإيقاف تمويل الشرطة» دون الأخذ بعين الاعتبار تأثير ذلك في معدل الجريمة.
لكن يبدو أن بايدن مازال يحظى بدعم لا بأس به وهو ما بدا واضحاً من الدعم القوي الذي حصل عليه من بعض الجمهوريين في الكونغرس وعلى رأسهم قائد الأقلية ميتش مكونيل ما أدى إلى موافقة الكونغرس على منح الرئيس ترليون دولار للبنى التحتية.
قضايا كثيرة قد تلعب دوراً في حصول الديمقراطيين على الأغلبية في انتخابات الكونغرس النصفية 2022، ولكن لعل أهم ما سيدعم الوجود الديمقراطي هو قدرة الحزب على لعب دور الحامي للديمقراطية والمعادي للعنصرية في بلد يسيطر فيه الصراع الثقافي والعرقي على العمل السياسي.