الأرض في خطر.. بقلم: ليلى بن هدنة

الأرض في خطر.. بقلم: ليلى بن هدنة

تحليل وآراء

الاثنين، ٩ أغسطس ٢٠٢١

لا شك أن التقرير الأممي الأخير بشأن تداعيات ارتفاع درجة حرارة الأرض، بمثابة «جرس إنذار» للبشرية، ودعوة قادة العالم للتحرك، لا سيما أن كوكب الأرض يقترب من احترار جامح وخطير، ما يستدعي العمل عاجلاً على الإنهاء الفوري لتوليد الكهرباء من الفحم، وغيره من أنواع الوقود الأحفوري الملوثة للبيئة.
والأهم من ذلك، بدء التحرك للتكيف مع ما هو مقبل، ولم يعد بالإمكان إيقافه، والتصرف مبكراً لئلا نندم في ما بعد.
إن تغير المناخ أصبح هاجساً لجميع الدول، بل الشغل الشاغل لجميع شعوب العالم، نظراً لخطورة الآثار الضارة لتلك الظاهرة، التي تعتبر من أكبر التحديات في العصر الحالي، التي تهدد وجود العديد من البلدان، فما تشهده دول العالم من فيضانات وحرائق غير مسبوقة، تتطلب اهتماماً متزايداً من جانب السياسات، وزيادة المخصصات من الموارد، وزيادة أيضاً جرعة التوعية لدى السكان، حيث تسبب البشر بزيادة ضخمة في حجم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، من خلال حرق الوقود الأحفوري، ما تسبب في تغير المناخ، عن طريق انبعاث كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، وغيره من الغازات الدفيئة، والتي أدت إلى حبس الحرارة في الجزء السفلي من الغلاف الجوي، ما أدى إلى زيادة وتيرة وحدّة الظواهر الجوية، مثل حالات الجفاف والفيضانات وحرائق الغابات والعواصف الشديدة.
العالم بحاجة إلى عمل قوي، لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، للوفاء بأهداف اتفاق باريس، المتمثلة في إبقاء الاحترار العالمي لهذا القرن، إلى أقل من درجتين مئويتين، والسعي إلى هدف 1.5 درجة مئوية. ولا شك أن كثيراً من المحاولات الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، سوف تتداعى، ما لم تضع الدول نفسها على مسار إنمائي شامل، وقادر على الصمود، كما أنَّ الاستعداد الجيد لا يقتصر على الإمكانات المادية والهندسية، وإنما يتعداهما إلى المعرفة والقدرة على إقناع البشرية بهذا الخطر، وأن تكون هناك مسؤولية جماعية في حماية كوكب الأرض من هذا الخطر، بتعاون الجميع.