الحياة في عام.. بقلم: سوسن دهنيم

الحياة في عام.. بقلم: سوسن دهنيم

تحليل وآراء

الخميس، ٥ أغسطس ٢٠٢١

من المهم تقدير ما نمتلك من نعم، ووضع أهدافها بناء على ما نرغب فيه لا ما يرغب فيه أهالينا وأصحابنا.
ومن الجميل أن نحيا كما نريد، وأن نسمي الأشياء بمسمياتها، ونعرف معنى المحبة والأخوة والصداقة وكل معنى جميل، والإفصاح عن مشاعرنا لمن هم حولنا، فالحياة لا تنتظر أحداً، والقدر لا يفسح المجال لتدارك الفرص حينما تضيع.
في فيلم الحياة في عام الذي أنتج في نهاية 2020 يبدو ذلك جلياً، فقد برع السيناريست والمخرج وطاقم العمل في إيصال هذه الفكرة؛ إذ يتمحور الفيلم حول فتاة مصابة بالسرطان لن تحيا أكثر من عام، وكيف يحاول صديقها إسعادها وتحقيق كل أمنياتها. 
تروي القصة حياة هذه الفتاة التي تعرفت إلى أحد أبناء الأغنياء ممن كان يحيا كما يريد له ذووه، من غير تفكير في ما يحب وما يريد، وكيف أنها غيّرت مسار حياته وجعلت والديه يؤمنان بها وبقدرات ابنهما، بعيداً عن ضغوط والده الذي رسم له حياته ومستقبله كما يحلم، وليس بناء على رغبات ابنه الحقيقية.
في الفيلم كثير من المشاهد التي تجعل المتابع يقف مع نفسه ليستنبط ما يريد، وليعرف مشاعره ويضبط توقيت كل شيء في الوقت الصحيح، من دون تأخير أو استعجال؛ إذ يسعى بطل الفيلم إلى تحقيق كل ما كانت تحلم به بطلته، في خطة جنحت بعيداً عن النجاح، لكنها كانت كافية لأن تجعل فتاته سعيدة، لتعيش عاماً يعادل حياة كاملة.
ربما لم تكن القصة كافية لجعل الفيلم استثنائياً، وربما تخلله القصور في الحبكة، لكن أداء الممثلين كان كفيلاً بالتغلب على هذه الثغرات، والمشاعر الطاغية كانت قادرة على استدراج المشاهد ليكمله بعيداً عن بساطة فكرته وتكرارها في أفلام كثيرة سبقته. 
لكن السؤال الذي يحضر بقوة لدى انتهاء الفيلم هو: هل يجب أن يتربص بنا الموت كي نسعد من حولنا؟ هل من الضروري أن تكون حياة أحدهم على المحكّ كي يحاول الآخرون ممن يهمهم أمره، تحقيق أمانيه ورغباته؟. 
ولم لا نعبّر دوماً عن مشاعرنا من غير تحفظ ولاكتمان ونسعى جاهدين لأن نرسم الابتسامة على وجوه من نحب؛ لأن الحياة لا تُمهلنا الوقت الكافي دائماً، ولا تخبرنا متى نغادر أو يغادر من نحبهم؟.