الراحلون في حياتنا.. بقلم: د. ولاء الشحي

الراحلون في حياتنا.. بقلم: د. ولاء الشحي

تحليل وآراء

السبت، ٢٤ يوليو ٢٠٢١

للوهلة الأولى عندما تقرأ هذا العنوان ستفكر في أولئك الراحلين بالوفاة عنا، وكيف أتعبنا فراقهم، لكن دائماً أعزي نفسي بهذا اليقين للقائهم، وأعلم أنها أجساد واراها التراب، لكنها أرواح باقية. لكن الراحلين اليوم هم من يرحلون فجأة، من يقررون أن يختفوا دون سبب من وجهة نظرنا، يرحلون دون سابق إنذار، من دون حديث أو تواصل، من دون مقدمات لفراق.
أعلم أن كثيراً منا عاش تلك اللحظات، وأعلم جيداً أن كثيراً أيضاً ما زالوا يعيشون عند تلك اللحظات لم يتحركوا، لم يغيروا، ولم يفكروا سوى في أولئك الراحلين. هنا نقف وقفة مع أنفسنا، وقفة لحياتنا ومشاعرنا وتقدمنا، هل كانت حياتنا شخصاً وبرحيله انتهى كل شيء، هل كانت الحياة متوقفة فقط على وجودهم.
كل منا يقدر من يقدر وجودنا، وكما لوجودك في حياته قيمة، وبالمثل وجوده في حياتك، أياً كان هذا الآخر، صديقاً أو صديقة، زوجاً أو زوجة، وأي علاقة من وجهة نظري. وهنا أريد توضيح أمر مهم، وهو موجود في هذه الحياة، لكننا لم نتعود أو نتعلم أو حتى ننتبه أنه موجود من صنع البشرية، كل منا بداخله مزيج من أفكار ومشاعر وطباع وقيم كلها قابلة للتغير في اللحظة التي يقرر هو هذا القرار. لذلك ليس مستحيلاً أن يتغير الشخص في مشاعره فجأة بعد عمر أو عشرة، فكل شيء في هذا الكون قابل للتغير.
لذلك عندما نفهم هذا الأمر ونفهم ونقدر أنفسنا وذواتنا، ونعلم أن لا مستحيل موجود، وخاصة في العلاقات، سيخف هذا التعلق في كل الراحلين عنا. وعندما نتقبل ونعيش شعوراً أهدأ، ونتمنى لهم رحيلاً يسعدهم، هنا فقط نفتح كل الأبواب أمامنا وكل الفرص الجميلة والمناسبة لنا ولأشخاص في علاقات نستحقها بحب.