هذا خطؤهم وليس فشلي.. بقلم: شيماء المرزوقي

هذا خطؤهم وليس فشلي.. بقلم: شيماء المرزوقي

تحليل وآراء

الأحد، ٤ يوليو ٢٠٢١

دون شك أن كل واحد منا لديه أحلام وتطلعات، ولديه ميول ومواهب ورغبات شخصية، في بعض الأحيان تكون لمن هم بقربنا آراء مختلفة ووجهات مغايرة لنا، وقد تكون وجهات نظرهم صحيحة أو واقعية، لكنها لا تتناسب معنا ولا مع ما نحبه ونرغب فيه، خاصة عندما يكون الحديث عن المستقبل، مثل الدراسة الجامعية، التي من خلالها تحدد توجهك العلمي، أو عندما يكون الحديث عن عمل أو وظيفة، عندما تدخل في سياقها ومجالها، فإن الخروج منها سيكون صعباً أو غير متوفر على المدى القريب، أو حتى قد يصل تدخل الآخرين إلى مرحلة أكثر حساسية ودقة، مثل اختيار شريكة الحياة وفق مواصفاتهم وما يرونه هم. 
والآخرون هنا قد يكونون أكثر الناس قرباً منك مثل الأب والأم، أو الأخوة والأخوات، أو حتى الأصدقاء المقربين جداً الذين جمعتك معهم مسيرة حافلة منذ الطفولة، ومع أن الجميع من حقهم أن يقدموا النصح والرأي، يبقى ليس من حقهم الضغط وتحديد مسار حياتك؛ بل إنه من الخطأ أن تسلك طريقاً لا تحبه أو تقرر قرار تكرهه، فقط مجاملة، لأن إخفاقك سيؤذيهم أكثر وتراجعك سيحزنهم، فلو أنك رفضت مسايرتهم منذ البداية، ولو أنك أبلغتهم أنك لا تحب ولا تريد تنفيذ ما يرونه، وأن ما تراه لنفسك مختلف تماماً عما يرونه هم، أقول لو أنك فعلت هذا قد يشعرون ببعض الحزن لبعض الوقت، لكنهم سيسعدون وهم يشاهدونك سعيداً وتحقق إنجازاً ونجاحاً في المجال الذي تسير فيه والذي اخترته.
 بين يدي كلمات لشخصية ناجحة بكل ما تعني الكلمة، تعي ملمحاً عن هذه النقطة، وهو الفيزيائي الأمريكي د. ريتشارد فيليبس فاينمان، الذي عرف، حسب موقع ويكيبيديا، بإسهاماته في الصياغة التكاملية للمسارات الخاصة بميكانيكا الكم، ونظرية الكهروديناميكا الكمية، وفيزياء الميوعة الفائقة والتبريد الفائق للهيليوم المسال، وكذلك بإسهاماته في فيزياء الجسيمات.
هذا العالم يقول: «ليس عليك أي مسؤولية لأن تحقق ما يعتقد الآخرون بأن عليك إنجازه. ليس عليّ أي مسؤولية لأن أكون كما يتوقعون مني أن أكون، هذا خطؤهم، وليس فشلي». 
نصيحة الآخرين، وخاصة المقربين منك كنز يجب التنبه إليه والاحتفاء به، لكن لا تسلك طريقاً لا تحبه، ولا تتوجه لدراسة تخصص لا تجد نفسك فيه.