وِزر المحبة.. بقلم: لبنى شاكر

وِزر المحبة.. بقلم: لبنى شاكر

تحليل وآراء

السبت، ٢٦ يونيو ٢٠٢١

يُمكن لنا أن نفكِّر بمفرداتٍ بديلة فلا مكان لكلمة “مقارنة” في الحديث عن أجور الممثلين المسرحيين ونظرائهم في التلفزيون. ما يتقاضاه العاملون في المسرح من فنانين وفنيين، يصح أنه “رَسمْ” أو “مصروف جيب”، ولهذا يبدو بديهياً جداً توجه معظم خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية نحو الدراما المتلفزة، مهما كان الدور المُتاح لهم كوجوه شابة، ثانوياً وأجره قليل، لكنه أعلى لا شك مما يُقدم لقاء مسرحية، ستجرى لها عشرات البروفات خلال أشهر تطول أو تقصر.
ما سبق يكاد يكون الهمّ الأكثر إشكالية في عوالم المسرح السوري، ومع أنه لا يقل أهمية عن أي نقاش يلي عرضاً مسرحياً أو خبراً عن فوز عمل بجائزة في مهرجان عربي أو عالمي، إلا أنه لم يلقَ استجابة تُذكر مع إيضاحات المعنيين المتكررة في مديرية المسارح والموسيقا بأن رفع الأجور ليس ضمن صلاحياتهم، وأنهم يعملون وفق المخصصات المحددة للمديرية، وضمن المتاح من المخرجين والفرق المسرحية.
المفارقة غير المُستساغة هنا، حالة الامتنان التي يُظهرها البعض للأسماء التي تُفرّغ جزءاً من وقتها لمسرحية أو اثنتين خلال العام، ولا ننتقص من جُهدهم ومُنتجهم أو حبهم للمسرح ورغبتهم بالعمل فيه، لكن ألا يُفترض بالشعور ذاته أن يطول عشرات الأسماء التي أخلصت للخشبة دون غيرها، ولا سيما في مسرح الطفل، دون أن يكون للأجر الضئيل أثرٌ في الجهد النفسي والجسدي المبذول من قبل الممثل، والذي غالباً لن يتسابق الصحفيون لإجراء حوار معه، ولن نرى صوره في عدد من عواصم العالم، كل ما في الأمر أن “أهل المسرح” كانوا أهلاً للتسمية، لم يروا في الأجور المُخجلة حجة تمنعهم من العمل بل حافز للتمسك أكثر بأبي الفنون، فمتى ننصفهم وأعمار بعضهم قاربت الخمسين والستين أم نتركهم يتحملون وِزر المحبة؟.