لن يأتي إليك.. يجب مطاردته.. بقلم: فاطمة المزروعي

لن يأتي إليك.. يجب مطاردته.. بقلم: فاطمة المزروعي

تحليل وآراء

الخميس، ٢٤ يونيو ٢٠٢١

جميعنا نسعى نحو النجاح، نحو تحقيقه والفوز، وهذا مضمار بديهي في هذه الحياة التي تحتاج للفعالية والجهد والإنتاجية والعمل.
الذي يستدعي التوقف عنده وتأمله، أن حياتنا عبارة عن محطات تتطلب كل محطة أن نحقق النجاح فيها لنتجاوزها، وفي بعض الأحيان ندخل نحو مرحلة وننصهر فيها وننسى الهدف الرئيسي منها وهو تجاوزها.
على سبيل المثال المراحل التعليمية التي نلتحق فيها منذ سنواتنا الدراسية الأولى حتى ننهي التعليم الجامعي، عبارة عن تحديات ودراسة واختبارات، والهدف الواضح الرئيسي هو النجاح، وفي كل مرحلة وفي نهاية العام الدراسي يتم التتويج. هناك من ينجح وينتقل للمرحلة الدراسية الأعلى وهكذا.
لكن الحياة ليست دراسة وحسب، وإنما فعاليات وأعمال ومهام لا تنتهي، ولو أمعنا النظر والتفكير لوجدنا أنها أيضاً عبارة عن مراحل نحتاج في كل مرحلة للنجاح فيها حتى ننتقل لما بعدها، فحياتك العملية الوظيفية عبارة عن درجات وسلم وظيفي، لترتقي يجب تحقق متطلبات وشروط، الحال نفسه حتى داخل أسرتك كأب أو كأم، بناء هذه الأسرة مراحل كل مرحلة لها مشقتها وشجونها وحاجاتها.
لذا تصح تلك الكلمات التي قالها عالم الوراثة الطبية الأمريكي فرانسيس سيلرز كولينز؛ الذي عرف على مستوى العالم ‏باكتشاف الجينات المرتبطة بأمراض وراثية عدة، والذي كان له دور قيادي في مشروع الجينوم البشري.
حيث قال: النجاح لا يأتي إليك بل أنت من يجب عليك مطاردته. يجب علينا أولاً التوجه نحو النجاح ببذل الأسباب التي تؤدي لاكتسابه، وأما مطاردته فتتمثل في عدم التوقف في محطة واحدة، وتعتقد أنك حققت النجاح الذي يكفيك، بل يجب الاستمرار، لذا هذا يشبه المطاردة. لنركض خلف أحلامنا ونتوجه لبناء المستقبل بنجاحات لا تتوقف، دون تعب وبحماس.