نتنياهو بينيت – ترامب بايدن..بقلم:هديل العلي

نتنياهو بينيت – ترامب بايدن..بقلم:هديل العلي

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٥ يونيو ٢٠٢١

هي المعادلة ذاتها، وبالتالي النظرة ذاتها لتغير الوجوه، فالسياسات تكاد تكون واحدة، تقوم على استعمار الشعوب، واحتلال أراضي الغير، ونهب ثرواتهم، وقتل الأبرياء، والاعتداء على دول ذات سيادة في كل أنحاء العالم، فما وجه الاختلاف بالنسبة لنا بين الرئيس الأميركي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب؟ وهل سيكون من اختلاف بين رئيس وزراء إسرائيل السابق بنيامين نتنياهو وخلفه نفتالي بينيت الذي كان يعد من أشرس الصهاينة المناوئين لإقامة دولة فلسطينية، ليتحدث في كلمته في جلسة منح الثقة في الكنيست بأنه «يؤيد» قيام دولة فلسطينية؟!
الكيان الصهيوني كيان قائم على الاحتلال والدم، ولن يكون غير ذلك، فمهما تعددت وجوه الاستبدال التي هي بمنزلة أقنعة لسياسة واحدة، تندرج ضمن سياسات وأجندات الأميركي، الذي ينفذ سياسة لوبيات عميقة، تترأسها شركات المال والسلاح العابرة للقارات، وإن تبدلت وجوه المنفذين، بين «حمار» ديمقراطي و«فيل» جمهوري.
كيان الاحتلال الذي يتخبط داخلياً بين يمين متطرف ويسار مشكوك في أمره، وائتلاف لم ير النور إلا بصعوبة شديدة، يحاول فاشلاً إظهار ديمقراطيته المزعومة على وسائل الإعلام، من خلال جلسة منح الثقة في الكنيست لحكومة من دون نتنياهو، لتظهر فيها كل عنصرية الكيان وعدوانيته حتى على بعضهم البعضٍ، وبدأها بينيت عندما تعهد بمواصلة الاستيطان، وممارسة نهج صارم إزاء إيران، وتحذير الفلسطينيين من أن «العنف سيواجه بيد من حديد»، متوعداً المقاومة بـما سماه «حائط من النار» بحسب قوله، ليرد عليه نتنياهو بعنصرية أعلى، بأنه سيعمل على إسقاط «حكومة التغيير» بأسرع وقت ممكن، مشككاً بأهلية بينيت ويائير لابيد.
الثقة التي أخذتها حكومة الاحتلال الجديدة، بأغلبية 60 صوتاً مقابل 59 حتى أيلول 2023، وترحيب الرئيس الأميركي جو بايدن الفوري بهذه الحكومة، وطمأناته بالتزامه البروتوكولي بأمن الكيان الصهيوني، يشي بأن ما جرى ما هو إلا رغبة من واشنطن بضرورة إخراج نتنياهو من اللعبة السياسية في المنطقة، لضرورات المصالح الأميركية، وتموضعها الجديد، وخاصة أن الملف النووي الإيراني في المنظور الأميركي، بحاجة إلى حل يرضي الجميع، إلا الكيان الإسرائيلي، المتمثل برأسه بنيامين نتنياهو، صاحب أسوأ علاقات سياسية مع الحزب الديمقراطي الأميركي، وعهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما ليس ببعيد، عندما كان بايدن نفسه نائباً للرئيس الأميركي، ما دفعه اليوم بعد وصوله إلى سدة الحكم في البيت الأبيض للترحيب وإبداء الدعم الكلي لما يساعد بالإطاحة بيمينه واللجوء ليساره، ضمن خطة التغيير السياسي الكلي التي يسعى لتنفيذها، فهل ستتغير المعادلة حقاً أم إنهم وجوه متعددة لعملة واحدة؟