تحررنا من القيود.. بقلم: مارلين سلوم

تحررنا من القيود.. بقلم: مارلين سلوم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٨ يونيو ٢٠٢١

الصيف مازال مرتبطاً في أذهاننا ومشاعرنا بالسفر والإجازة والانطلاق نحو المغامرات والاستكشاف والرحلات والمتعة، ومازلنا نحِنّ إلى الأماكن الجميلة والبحر والسياحة رغم كل ما عشناه والتباعد والحجر الذي عرفناه منذ ظهور كورونا في العالم. نتوق إلى السفر لأننا نقدس حرية الإنسان في التنقل على كوكب الأرض، ونقدّس التلاقي بين الأحبة مهما باعدت بينهم المسافات والظروف، ولعل من إيجابيات ما تعلمناه من التجربة المريرة خلال «كورونا»، تقدير نعمة اللقاء بمن نحب وبالأهل والأصدقاء وجهاً لوجه، ولمس الأشياء والتنقل بلا خوف ولا كمامة ولا تعقيم. 
لولا اللقاح لما خرجنا من القمقم ولا تجرأنا على فك حصارنا، ولولاه لما استعادت السماء حيويتها بتنشيط شريان السفر وتحليق الطائرات ذهاباً وإياباً. السفر مشروط، لكنه متاح، وبعد أن كانت القيود تفرض على المسافر حجراً يراوح ما بين الأسبوع والأسبوعين، صارت التنقلات أسهل وأبسط، وها هي 19 دولة تفتح أجواءها لتستقبل القادمين إليها من الإمارات دون أن تفرض عليهم حجراً صحياً.
صارت للسفر بروتوكولات جديدة، ربما هربنا منها سابقاً وفضلنا السفر الافتراضي واكتفينا بالتواصل عن بُعد، سواء كان سفراً سياحياً للاستجمام أم سفر عمل، أم عائلياً، لكن مع هذا التحرر من القيود المشددة والحجر الإجباري عند الوصول إلى أي بلد داخل الفندق، حتى يتم التأكد من سلامة المسافر وخلوّ بدنه من الوباء، نشعر بأننا استعدنا حريتنا وأماننا؛ إذ يكفي أن يحمل المسافر بطاقة التطعيم ليتم التأكد من تلقيه جرعتي اللقاح قبل 14 يوماً على الأقل، فيدخل بشكل طبيعي ويتنقل بأمان في تلك الدول المتنوعة، منها الأوروبية ومنها الآسيوية، والجزر السياحية المشهورة وغيرها.
المهم أن يكون المسافر قد تلقى أحد اللقاحات المصرح بها من قبل وكالة الأدوية الأوروبية أو أحد اللقاحات المدرجة في قائمة الاستخدام الطارئ لمنظمة الصحة العالمية، مثل «فايزر بيونتيك» و«سينوفارم» و«أسترازينيكا».. هذه العقبة وجد لها العالم حلاً آمناً، في حين مازال هناك من يتعثرون في الشائعات ويعجزون عن اتخاذ القرار الصائب مترددين في شأن تلقي اللقاح، وأي لقاح «أصدق» وأجدى نفعاً؟ وهل سيتم تصنيف البشر وفرزهم وفق نوع اللقاح الذي يسري في أبدانهم؟ وهل سيبقى الترويج لأصناف اللقاحات وفق أهواء السياسة أم هو تمييز بين هذا اللقاح وذاك، وفق بيانات وخاصية طبية دقيقة؟ 
تحررنا من قيود السفر ولن نتحرر من قيود الشائعات والمعلومات المتضاربة التي تلاحق البشر على مواقع التواصل الاجتماعي.