«كورونا» واليقظة من الغفلة.. بقلم: ليلى بن هدنة

«كورونا» واليقظة من الغفلة.. بقلم: ليلى بن هدنة

تحليل وآراء

الاثنين، ٣١ مايو ٢٠٢١

ليس أخطر على البشرية من الاعتقاد بأن فيروس «كورونا» انتهى مع رفع جل دول العالم القيود، والعودة تدريجياً إلى الحياة الطبيعية، حيث إن هذا الإحساس يولد ممارسات خاطئة، تضر المرء، وتضر من حوله، وتحرق كل الإنجازات المحققة لحد الآن في محاصرة الوباء. الاستخفاف بالإجراءات الاحترازية واللامبالاة يؤثران مباشرة على الفرد ومحيطه، فالأمر لا يحتمل أي استهانة أو استخفاف لأن الوباء لا يزال موجوداً، ولا يزال يمثل خطراً على حياة الناس، والتطعيم لا يعني كلياً القضاء على الوباء، وإنما اكتساب مناعة في مواجهة تداعيات الفيروس، لذلك من الواجب على كل فرد الالتزام باليقظة، التي لا تعترف بالغفلة، وعدم الاستهانة بخطر الفيروس، وعدم تضييع المجهودات المبذولة.
الحل لا يزال في متناولنا، ومن المسؤولية ألا نضيع هذا الحل، ونفلته من أيدينا، لا سيما أن الظروف الناتجة عن «كورونا» وسعت العالم كله، وأثرت على اقتصاده، وأرهقت قدراته، ولا مجال للعودة إلى المربع الأول، وأن يتحول الوباء إلى مكبح يعطل عجلة النمو وديمومة خدمة المرافق العامة، فالسلوك الفردي لديه فائدة جماعية، من أجل الخروج من هذه المحنة، التي مست كل العالم.
أغلبية بلدان العالم بدأت رحلة الفعل المتبصر بالتسيير العقلاني للظرف الصحي، وفقاً لمقاربة مندمجة تراعي كل الجوانب، وأولها الاقتصادية بالعودة تدريجياً للحياة الطبيعية، وتنفس الحرية من جديد، مع التحلي بالحذر والاحتياط اللازمين، لتفادي العدوى الجسدية لهذا الفيروس، والانخراط في الحياة الاجتماعية الجديدة، والتعود على قواعدها، التي تحمي صحة الإنسان ومحيطه.
الحصول على لقاح ثبت أنه آمن وفعال، يمثل نصف طريق تحقيق التعافي لبلدان العالم، والنصف الآخر مرتبط أساساً بالسلوك الفردي، واحترام الإجراءات بالتباعد، والإدراك التام لمعنى الصحة، وقيمة الحياة، وأهمية الحفاظ عليهما.