هل جو بايدن «رئيس تغيير»؟.. بقلم: دينا دخل اللـه

هل جو بايدن «رئيس تغيير»؟.. بقلم: دينا دخل اللـه

تحليل وآراء

الخميس، ٦ مايو ٢٠٢١

يبدو أن الرئيس الأميركي جو بايدن يطمح في أن يكون «رئيس تغيير» من خلال أجندة داخلية واسعة ستشكل أكبر خطة لتأمين الوظائف منذ الحرب العالمية الثانية، وقد أوضح ذلك في خطابه الذي ألقاه أمام مجلسي الكونغرس الأسبوع الماضي. إذ يرى الرئيس الأميركي أن «6 تريليونات دولار من الإنفاق الفيدرالي وزيادة الضرائب هو الأمر السليم الذي يجب أن يحدث». هدف بايدن هو إنهاء حكم المحافظين الذي بدأ مع الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان عام 1980 وإكمال بعض ما بدأ به الرئيس الأميركي الأسبق أيضاً باراك أوباما وخاصة أنه يؤمن بأن الوقت مناسب لإحداث تغيير جذري.
لكن ما معنى «رئيس تغيير» أو «رئيس إعادة بناء»؟
في كتاب بعنوان «السياسات التي يصنعها الرؤساء» يقول الباحث السياسي ستيفان سكورونوك 1993 إن: «السياسات الرئاسية الأميركية تتحرك في مراحل، البداية تكون مع رئيس بناء يضع الأمة على الطريق الجديد يأتي بعده مجموعة من الرؤساء الذين يتبعون نهجه إلى أن تصبح هذه السياسة غير ملائمة للمرحلة الجديدة ويأتي رئيس بناء جديد». وبرأي الكاتب الرؤساء البناؤون في التاريخ الأميركي هم توماس جفرسون 1801 واندرو جاكسون 1829 وأبراهام لينكولن 1861 وفرانكلين روزفلت 1933 ورونالد ريغان 1981 جميع هؤلاء قاموا بإحداث تغيير في السياسات وإحياء الأمة. فمثلاً الرئيس روزفلت تعهد في خطاب تنصيبه أن برنامجه «نيو ديل» سيستعيد البلاد.
أما الرئيس ريغان فقد أقسم على جعل أميركا قوية من جديد. ليس من السهل على الرئيس أن يكون «رئيس تغيير» لأن تغيير الأمة يصطدم عادة بفصل السلطات الدستوري وتوسع المصالح وبنية الحكم. فالرئيس روزفلت لم يستطع الإطاحة بكامل نظام الإنتاج الخاص الذي ازدهر بعد الحرب الأهلية ولم يستطع حرمان المحافظين الجنوبيين من حزبهم، لكنه استطاع أن يحدث نظاماً بيروقراطياً جديداً لإدارة وتنظيم ومراقبة الحياة الصناعية بما يساعده على إحداث عدالة اجتماعية أوسع.
أما الرئيس ريغان فقد عمل على إلغاء ما أحدثه روزفلت حيث رأى ريغان أن في الأزمة عندها، أي عام 1981، الحكومة الكبيرة ليست الحل للمشكلات التي تواجها البلاد.
لم يكن من السهل على الرئيس ريغان إنهاء السياسة التي فرضها روزفلت وخلفاؤه إلا أنه استطاع تغيير النظام الوطني بتوجيه السياسة الاقتصادية الأميركية لمصلحة الأغنياء والبورصة عن طريق خفض الضرائب المفروضة ما أدى مع الوقت إلى زيادة الدين العام.
سياسات ريغان الاقتصادية بقيت تسيطر على النظام السياسي الأميركي منذ ذلك الحين إلى الآن. حاول الرئيس باراك أوباما إحداث تغيير في النظام الذي فرضه ريغان إلا أنه اصطدم برفض الحزب الجمهوري لأغلب اقتراحاته ما منعه من تطبيق معظم أجندته.
لعل الامتحان الحقيقي الذي ينتظر جو بايدن في مئة اليوم القادمة هو مواجهة المعارضة الجمهورية لمشروعه في الكونغرس.