الغائبة الأبرز في رمضان.. بقلم: مارلين سلوم

الغائبة الأبرز في رمضان.. بقلم: مارلين سلوم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٧ أبريل ٢٠٢١

الغائبة الأبرز في رمضان هذا العام هي الكوميديا. نذرف الدموع بحاراً، فالتراجيديا ومشاهد القتل والإرهاب والعنف والجريمة طاغية في مختلف الأعمال العربية، تأتي من بعدها القصص الاجتماعية الدرامية، لتتراجع الكوميديا كثيراً، وبالكاد يبرز منها عملان أو ثلاثة. مررنا بمرحلة اتجه فيها كثير من الممثلين وصناع الدراما التلفزيونية إلى تقديم أعمال كوميدية، وكانت أشبه بالهروب من الغوص في القصص الاجتماعية الدرامية الجادة أو السياسية والتاريخية، لكن كثيراً منهم فشل ولم ينجح سوى فئة من المتميزين. هذا العام حصل العكس، حيث طغت الواقعية على المسلسلات، باستثناء القليل من المسلسلات الخفيفة مثل «فارس بلا جواز» و«أحسن أب». هناك أعمال جادة لكنها خفيفة الظل مريحة للمشاهد، مثل «خللي بالك من زيزي» و«نجيب زاهي زركش» لأنهما يقدمان دراما اجتماعية محببة، كوميدية بحكم المواقف لا «الإيفيهات» والهزل، ويشعر الجمهور بالبهجة عند مشاهدتهما. انتظرنا نجمة الكوميديا المحبوبة والموهوبة دنيا سمير غانم في النصف الثاني من رمضان، حيث شاهدنا الحملة الدعائية لمسلسلها «عالم موازي» والذي لا يتعدى ال ١٥ حلقة، لكنها للأسف خرجت من السباق بسبب إصابتها ووالدتها دلال عبد العزيز ومخرج العمل ومنتجه هشام جمال بوباء «كورونا». التصوير توقف والمسلسل خرج من قائمة الأعمال الرمضانية، وكنا نعتبره من الأعمال التي قد تلاقي إقبالاً، لأننا نعلم أن دنيا فنانة استعراضية شاملة، وفنانة تبرع في تقديم مختلف ألوان الدراما، بجانب الغناء بصوتها الجميل. نتمنى الشفاء العاجل للنجمتين والمخرج، ونعلم أن في تصوير أي عمل درامي في أيامنا هذه مجازفة وأرقاً حيث يفترض المحافظة على التباعد وعدم التخلي عن الكمامات، بينما التمثيل يفرض العيش في «البلاتوه» وكأن الحياة طبيعية وكل ما فيها آمن.
هنا لا بد من التوقف عند ظاهرة تأخير تصوير المسلسلات ليستمر العمل فيها حتى منتصف الشهر الكريم أو أكثر. ربما كان الأمر مقبولاً قبل العامين الحالي والسابق، أي قبل انتشار الوباء والمفاجآت التي يخبئها للإنسان، لكن في هذا الوقت العصيب لا شيء مضمون وإصابة عنصر من عناصر العمل ب«كورونا» يشل حركة كل فريق العمل ويتعطل التصوير وينتشر الخوف بين المجموعة كلها من احتمال إصابة واحد على الأقل من بينهم. وتعطل العمل يعني الخروج من المنافسة الرمضانية ولا مجال للتأخير أو الانتظار. جميلة الكوميديا الراقية، نحتاج إليها كي نتنفس ونسترخي قليلاً بينما كل ما حولنا يدعو للتوتر، والقليل منها أفضل من الغرق في دوامة أفكار مكررة أو ساذجة تضحك علينا ولا تضحكنا.