رمضان.. وقلوبنا.. بقلم: مريم البلوشي

رمضان.. وقلوبنا.. بقلم: مريم البلوشي

تحليل وآراء

السبت، ١٧ أبريل ٢٠٢١

شهر الراحة والطمأنينة، شهر السعادة والحب، شهر الحياة والبقاء، في عالم من الرحمة والوفاء والإنصات لقلوبنا وأرواحنا وحاجاتنا التي كانت في الانتظار لـ11 شهراً مضت، إلى عودة رمضان بكل ما يحمله من معاني التجدد والتغيير، والسكينة والنفس المطمئنة المعطاء. ضيفٌ يمرّ خفيفاً وسريعاً، ولا ندرك إلا ونحن نودعه، فليكن استقبالنا في أول أيامه مختلفاً مع ذواتنا وأرواحنا وما نحتاج نحن إليه.
دخل رمضان، للمرة الثانية ونحن لا نزال في الجائحة، الوباء العالمي لا يزال مسيطراً على العالم بقدرة الله تعالى وأمره، وليس البشر إلا أسباب، وأسبابهم سواء كانت خيراً أم لا فنحن لا نزال نؤمن بأن الشفاء والقدر بيد الله، نعم كنا ندعو الله أن يكون رمضان هذا مختلفاً، وأن نعود للحياة التي نعرفها، للطمأنينة من المرض، للراحة من الخوف من أن يبتلى أحدنا فيمرض ويتعب، لنذكر أنفسنا دائماً «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا»، و«لكل أجل كتاب»، وأيضاً «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، فالله تعالى خيرٌ حافظاً، وخيرُ معينٍ لنا، وهو أيضاً من وجّهنا بأن نحافظ على أنفسنا وألّا نوردها موارد التهلكة، فوجب علينا ونحن اليوم نعيش حالة من الفقد لأجواء العائلة قبل عام، لأجواء الحياة في رمضان أن نلتزم أيضاً الحذر، وأن نكون مراعين لما نمر به، وأن نحمد الله أننا على وعي أكبر، واستعدادات أفضل، فُتِحت المساجد، وأنعم الله علينا بأن نسمع تلاوة صلاة التراويح التي تفطّرت قلوبنا لها العام الماضي حين أغلقت المساجد، لنحمد الله على عودة بعض النعم، ونكثر الدعاء في هذا الشهر الفضيل بأن يزيل الوباء على الأمة والبشرية دونما استثناء، لنتذكر أن الله فعال لما يريد، وأنه الملك القدوس، وأن الأمر بين يديه إن أراده قال له كن فيكون، فلندعُ الله جميعاً بقلوب متوحدة، لكل المرضى، لكل من يعاني، بأن يكون الشفاء العاجل لهم.
نحن في رمضان، وحين تمسك نفسك عن الطعام تذكر، ونحن في هذه الظروف أن هناك أناساً ظروفهم أقسى منا، هناك من لا يجد الدواء ولا الطعام، من لا يجد المأوى ولا المكان، من لا يجد الأهل ولا العائلة، من لا يدرك قيمة الإفطار مع من يحب، من تغرب من أجل لقمة العيش، ومن صارت لقمة العيش له حلماً ومستحيلاً أحياناً، من تعثرت به الحياة وصار عفيفاً لا يسأل حالاً، ومن صار حاله يبكيه بين يدي الله، ونحن لهم يد من أيادي الله، يد الخير والعطاء، فلا تبخلوا أولاً على أنفسكم، ولا تتردّدوا في أي خير فلا تدري أي الخير سيدخلك الجنة. كونوا في رمضان أهل الخير وأهلاً لكل من احتاج إلينا.