دموع التماسيح الأميركية.. بقلم: ميسون يوسف

دموع التماسيح الأميركية.. بقلم: ميسون يوسف

تحليل وآراء

الخميس، ١ أبريل ٢٠٢١

من تابع جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في سورية وسمع مداخلات الأعضاء الأوروبيين والغربيين فيه وخاصة ما قاله وزير خارجية أميركا انتوني بلينكن، يتذكر فوراً المثل الشعبي المشهور: «المجرم يقتل ويندب الضحية ويسير في جنازته»، هذا بالضبط ما قام به وزير خارجية الدولة التي شكلت تحالفاً دولياً عدوانياً شنت به الحرب الكونية على سورية، الحرب التي تسببت في تدمير مرافقها وتعطيل معظم مصادر إنتاجها وتشريد جزء كبير من شعبها في الداخل وإلى الخارج.
لقد ذرف بلينكن دموع التماسيح الكاذبة والمخادعة نادباً معاناة الشعب السوري اليوم، وهو الشعب الذي كان ينعم قبل العدوان بأفضل ظروف العيش والرعاية التي كانت تؤمنها الدولة وخاصة في قطاعات التعليم والصحة وتأمين السلع الغذائية واستقرار سعر صرف النقد الوطني، إلى أن شن العدوان عليها بقيادة أميركية فتضرر المواطن فوراً في كل ذلك، ثم شددت أميركا إجراءاتها الوحشية ضد سورية فكانت سلسلة ما أسمته عقوبات، وكان آخرها ما وصف بأنه «قانون قيصر» الذي حاصرت به أميركا الشعب السوري في لقمة عيشه ومرافق الإنتاج وتوخت منه منع إعادة البناء.
بعد كل هذه الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها أميركا بحق الشعب السوري، يتشدق بلينكن بالحاجة للحل السياسي لرفع المعاناة عن الشعب، وهنا كانت واضحة ودقيقة وزارة الخارجية السورية عندما ردت على نفاق أميركا وسألت بلينكن: «هل الحل السياسي يكون مع استمرار احتلالكم لأراض سورية في منطقة الجزيرة السورية وفى منطقة التنف؟ وهل الحل السياسي ينسجم أخلاقياً مع سرقة الموارد الطبيعية السورية من نفط وقمح ما يسبب أزمات معيشية خانقة للشعب السوري؟ هل الحل السياسي ينسجم أخلاقياً مع استمراركم بالتعاون مع إرهابيي داعش ونقلهم من مكان إلى آخر بطائراتكم المروحية؟ وهل الحل السياسي ينسجم أخلاقياً مع حمايتكم وحلفائكم التركي والفرنسي والبريطاني وغيرهم لإرهابيي جبهة النصرة وحراس الدين وغيرهم من الإرهابيين الذين يمارسون التدمير والقتل بحق السوريين المحتجزين كرهائن في إدلب؟
طبعاً أسئلة تطرحها سورية ولن تنتظر من أميركا جواباً أو تسويغاً لأن أميركا ستستمر في نفاقها وكذبها ومشاريعها المدمرة للشعوب، وفي المقابل ستستمر الشعوب الحرة الكريمة وفي طليعتها الشعب السوري، تمارس حق الدفاع المشروع عن النفس والتصدي للعدوان الذي تقوده أميركا، وهو واثق من النصر وهزيمة العدوان وإعادة الأمور في بلاده إلى طبيعتها وعودة الحياة في سورية إلى أحسن مما كانت، فسورية انتصرت على العدوان في الميدان وستنتصر عليه في المجالات الحياتية والإنسانية وإن غداً لناظره قريب.