الصين تقترب من قيادة العالم.. بقلم: رابح بوكريش

الصين تقترب من قيادة العالم.. بقلم: رابح بوكريش

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٣٠ مارس ٢٠٢١

من الأمور التي ما تزال بعيدة عن عيون أغلب الإعلاميين هي أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه ظاهرة عالمية ذات قيمة عظمى وهي بروز الصين كقوة اقتصادية وعسكرية ، ويقظة الشعوب الأخرى واندفاعها في تحررها السياسي ، وهذا معناه أن أمريكا لم تعد ذلك البلاد الذي يجمع أغلب دول العالم حوله و تتولى فيه الزعامة من الناحية المعنوية والاقتصادية والسياسية والعسكرية " كان هذا منذ الحرب العالمية الثانية ". ويقال أن نخبة تضم مسئولين حكوميين ومسئولين في وكالة الاستخبارات المركزية ومفكرين استراتيجيين وأساتذة علاقات دولية وجنرالات متقاعدين دقوا ناقوس الخطر بعد معاهدة التعاون الاقتصادي والاستراتيجي، التي وقعتها كل من الصين وإيران، والتي قد تعمق النفوذ الصيني في الشرق الأوسط مدتها 25 عاما. ويقال أيضا أن إيران سوف تسمح للصين ضمن بنود الاتفاق الصيني الإيراني، بتواجد قوات أمن صينية على الأراضي الإيرانية، ولكن دون توضيح مهمة القوات أو أسباب السماح بتواجدها ونوع الأسلحة التي تحملها . هذه المعاهدة وغيرها تمنح ضمانة للاقتصاد الصيني بتأمين احتياجاته اللازمة لمواصلة تطوره ونموه، من مواد خام، لكنها أيضا تتيح للصين الفرصة للاستفادة من قوتها العسكرية لزيادة نفوذها الخارجي، مدفوعة في ذلك- جزئيا على الأقل- بإستراتيجية مبادرة الحزام والطريق، التي تعدها القيادة الصينية البوابة، التي ستلج منها إلى آفاق اقتصادية أكثر رحابة في مجال التجارة العالمية. وفقا لصندوق النقد الدولي هناك 28 دولة إفريقية مصنفة بصفتها غنية بالموارد، ما يجعل القارة نقطة جذب للاستثمارات الصينية في مجال الطاقة والمعادن، ونحو 37.9 في المائة من الاستثمارات الصينية في القارة السمراء يوجه إلى مجال الطاقة . ثروة الصين المتعاظمة، مكّنتها من بناء عناصر القوة الأخرى، ومن بينها العسكرية، فالجيش الشعبي الصيني اليوم تحول إلى جيش حديث، ينافس في البر والبحر والجو والفضاء، أقوى جيوش العالم وأحدثها. ما فعلته الصين في مواجهة جائحة كورونا يعتبر درس للبشرية وللعالم اجمع والولايات المتحدة علي وجه الخصوص .من هذا وذاك أعتقد أن الصين قد اقتربت من فرض قيادتها للعالم وبالتالي نظام عالمي جديد . هذا يعني أن حكاية ضرب إيران من طرف أمريكا أو إسرائيل أصبح في خبر كان .