مهذبون ولكن...!! لا تلعب دور الضحية.. بقلم: أمينة العطوة

مهذبون ولكن...!! لا تلعب دور الضحية.. بقلم: أمينة العطوة

تحليل وآراء

الأحد، ٢٨ مارس ٢٠٢١

نكثر الإطراء على أنفسنا، وندّعي أنّنا أهل الأخلاق الحميدة والقلوب الطيبة والنفوس الصافية الخالية من الحقد والكره والحسد، والآخر هو الذئب، وأن ما يحصل لي هو بسبب طيبة قلبي واحترامي الآخر... ويكبر الغرور داخل كلٍ منا، ويأخذنا الطغيان أبعد من ذلك، ويصبح الحق باطلاً والباطل حقاً ما دام يصبّ في مصلحتنا، ونعبّر عن أنفسنا على أنّنا ملائكة والآخر هو الشيطان...  عندما نقيس علاقاتنا وخلافاتنا نقنع ذاتنا أنّنا دائماً مظلومين، والطرف الآخر يقنع نفسه بذلك أيضاً... فما أبشع الطبع الأنانية لدى بني البشر، وما أبشع أن يحتال الإنسان على الحقيقة بادعاء طيبة القلب، وما أبشع أن يصول ويجول بالباطل وهو يدّعي أنّه الحق، هل فكّرنا بالنقاش مع أنفسنا لو كنّا مكان هذا الشخص ماذا ستكون ردّة فعلنا؟؟ هل وضعنا أصبعنا في أعيننا لنرى كمية الألم قبل أن نضعها في عين غيرنا؟؟... هل فكّرت الأم أن تضع نفسها مكان ابنتها، والأب مكان ابنه؟؛ وهذا يذكّرني عندما كنت أداعب ولدي ذو السبعة أعوام، بأن نتبادل الأدوار، فصرت أطلب منه الطعام والشراب والألعاب، فكان جوابه بكلّ صرامة "لا.... وممنوع أن تنده لي ماما، أنت معاقب، أنت ولدٌ مشاغب"... بكلّ تأكيدٍ كانت كلمات قاسية عليّ وتغيّر لون وجهي فقال لي ولدي هكذا أنت تعاقبينني عندما أكون ألعب أو أمارس شيئاً من طقوسي. إنّه درس قاسٍ علّمني إياه ابني، بأنّ أفكّر قبل اتخاذ القرار، وأن اناقش واعتذر إن أخطأت دون تردد.. 
مهذّبو سورية يقولون: 
كن أنت... عامل الناس كما تحبّ أن تعامل أنت ... ولا تلعب دور الضحية مع غيرك...