رسوب في السلوك لمن ” ضبّوا الشناتي”؟؟!!

رسوب في السلوك لمن ” ضبّوا الشناتي”؟؟!!

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٣ فبراير ٢٠٢١

رسوب في السلوك لمن ” ضبّوا الشناتي”؟؟!! | الخبير السوري

تتحدث الأخبار الواردة من هناك.. أنهم في أوروبا يبحثون جدياًّ فكرة إعادة اللاجئين والمهاجرين وترحيلهم إلى بلدانهم، والسبب ..أن هؤلاء المهاجرون يتعاطون مع أنظمة الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية في بلدان اللجوء، وكذلك مع مختلف القوانين، بمنطق انتهازي غريب عن ثقافة تلك الشعوب، يضاف إليه أنهم بذلك وبمجموعة سلوكياتهم و أدبياتهم، الغريبة عن تلك المجتمعات يشكلون تهديداً فعلياً للنظام العام هناك، ويؤسسون لحالة فوضى وتقاعس وفساد لدى مواطني تلك الدول، من خلال “تواكلهم” وسلبيتهم،  والنزوع نحو تعزيز المصلحة الفردية الغريبة عن إيقاع الحياة في أوروبا .
لعلّ ما تقدم يسهم إلى حد كبير في حسم الجدل المزمن الذي لم يُحسم سلوكياً وتطبيقاً حتى اليوم، حول إشكالية مفهومي الحق والواجب وأيهما يأتي أولاً ، فثقافة الغرب ومثلها في الشرق الأقصى وكل الدول المتقدمة تقوم على أن الواجب أولا فمجموع واجبات الأفراد تشكل سلة تمكّن الدولة من القيام بمهامها وإعادتها لذات المواطنين على شكل حقوق سواء في الضمان الصحي أو الاجتماعي أو القطاع الخدمي وسواه  ، وبذلك يبدو جلياً أحد أهم أسباب مشاكل مجتمعنا وهو. التقاعس في أداء الواجب ورفع الصوت للمطالبة بحقوق لم نعمل للتأسيس لها أسوة بالشعوب التي تنعم بتلك الحقوق .
من المهم أن نعي بأن الفساد هو ثقافة مجتمع، وحضوره في يوميات الفرد يؤسس لفساد الدولة ، ومن العدل أن ندرك بأن “خزينة الدولة هي جيوب رعاياها” .
لن نزيد ولن نطيل في الشرح، فثمة وقائع تؤكّد أن المشكلات البنيوية أخطر من الخلل الإجرائي أو التنظيمي، فالأول تؤسس للثانية وتتيح لها بيئة الانتعاش واستطراد متواليات الخلل التي تصعب لملمتها مع مرور الزمن.
ربما هموم الحياة اليومية تشوش على أي حوار ، لكني أرجو أن نقرأ بتجرد ووجدان بعيداً عن ضغط الواقع  .
دعونا نؤسس لثقافة واجبك أولا وحقك تحصيل أكيد.

بقلم: المحامي معن عيد