«قسد» ورهاناتها!.. بقلم: ميسون يوسف

«قسد» ورهاناتها!.. بقلم: ميسون يوسف

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٦ يناير ٢٠٢١

يبدو أن التنظيم الانفصالي الكردي «قسد» مستمر في مراهناته الحمقاء وعمالته للأميركيين يحركه ظنه بأن التغيير الجديد في الرئاسة الأميركية سيكون لصالحه، ويحاول أن يقنع نفسه بأن أميركا تتمسك بالمشروع البديل الذي تعمل عليه في سورية بعد أن فشلت في فرض المشروع الأصلي المتضمن السيطرة على كامل سورية، وهو المشروع الذي أسقطته سورية خلال السنوات العشر التي خاضت فيها معركتها الدفاعية، معركة الدفاع عن الوطن ووجوده وحقوقه السيادية، وانقلب الأعداء بعد فشلهم بفرض المشروع البديل القائم على فكرة التقسيم والانفصال وتفتيت الكيان الوطني.
ولأن «قسد» وبحماقة تامة وخيانة للوطن تعتقد بأن المشروع الانفصالي سيجد محله في الحل القادم فإنها تلجأ في الميدان للتوطئة أو التحضير لنجاح هذا الانفصال عبر ممارسات شتى تشكل كلها في طبيعتها خيانة للوطن وإجراماً بحق أبنائه وغدراً بحق إخوانهم في المواطنة.
فـ«قسد» التي تدعي أنها تمثل الأكراد السوريين وتريد أن تقيم لهم كياناً مستقلاً على الأرض السورية، تدرك في العمق زيف ادعائها لأنها تعرف أن الأغلبية الكردية ليست في صفها أولاً، وتدرك أيضاً أن الأكراد أصلاً ليسوا هم الأكثرية في المناطق التي تطمح «قسد» لتجعلها أرضاً لكيانها الانفصالي.
ومن أجل ذلك لجأت «قسد» في الميدان إلى ارتكاب أفظع الجرائم ومارست الخيانة بحق سورية وشعب سورية وثروات سورية، وتقوم بجرائمها تلك مستندة إلى الحضن والرعاية الأميركية الواضحة والتي تؤمنها لها قوات أميركية لا تزال منتشرة بشكل غير شرعي على الأرض السورية.
أما الإستراتيجية الكردية لـ«قسد» من أجل تحقيق مشروعها الانفصالي فإنها تقوم على أساس إحداث تغيير ديموغرافي تنفذه عبر الضغط على سكان المنطقة عملاً بشعار رفعته «يخرج من المنطقة من لم يكن كردياً أو من لا يوالي قسد»، شعار تبتغي منه تغيير الأكثرية الشعبية في المنطقة لتجعلها كلها موالية لها وهذا الأمر غير متحقق الآن.
في التنفيذ قامت «قسد» وبنفس اجرامي حاقد بإغلاق المدارس العربية ومحاصرة السكان وحرق المحاصيل الزراعية وقطع المياه ومنع القطاع الصحي الرسمي والخاص من تقديم الخدمات للمواطنين مراهنة على إحداث اليأس في صفوف السكان العرب والأكراد الرافضين لها من أجل ترك المنطقة أو الخضوع لها.
لكن «قسد» تنسى أو تتناسى أن سورية التي انتصرت في مواجهة عدوان ما يزيد على 360 ألف إرهابي لن يعجزها وضع بضعة آلاف يعاديهم السكان الذين يتمسكون بدولتهم السورية الوطنية الواحدة.